شاءت إرادة الله أن يكون احتفالنا بذكرى النصر العظيم هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة.. شاءت الأقدار أن يكون احتفالنا بالذكرى الخمسين لـ نصر أكتوبر العظيم مختلفا عن كل ما سبق.. الفرحة هذا العام فرحتين والنصر نصرين.. في احتفالات هذا العام عادت إلينا الروح.. روح النصر الكبير.
وإذا كان نصر 6 أكتوبر قد أعاد إلينا العزة والكرامة وأصبح للأمة العربية درع وسيف كما قال البطل العظيم الرئيس السادات.. فإن نصر 7 أكتوبر الذي حققته فصائل المقاومة الفلسطينية الباسلة أعاد لنا الثقة وبث فينا الروح وأعاد لنا الحياة بعد أن ظننا أنها لن تعود مرة أخرى.. كما قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب في بيانه الناري حول «طوفان الأقصى».
في خطة المآذن العالية التي وضعها البطل الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب أكتوبر استطعنا زلزلة العدو الصهيوني وعبرنا قناة السويس ورفع جنودنا البواسل علم مصر عاليا خفاقا ليعلن ميلاد جديد للأمة.. كل ذلك جرى في 6 ساعات.
وفي خطة طوفان الأقصى التي وضعها قادة المقاومة الفلسطينية البواسل ظهر جيش العدو على حقيقته وتعرى أمام العالم وتهاوى وفقد توازنه وظل في غيبوبة كاملة فاقدا للوعي وغير مدركا لما يحدث في أقل من 6 ساعات.
في 6 ساعات تحطم خط بارليف وعبر جنودنا البواسل قناة السويس وفي 6 ساعات اختفى نتنياهو وقادة جيش العدو وقادة الموساد والشاباك وفقدوا القدرة على النطق من هول الصدمة التي لم يتوقعوها.
في 6 أكتوبر توقف التاريخ العسكري طويلا بالفحص والدرس أمام المعجزة التي حققها الجيش المصري وتحققت نبوءة الرئيس العظيم أنور السادات.. وفي طوفان الأقصى ستظل هذه الحرب تدرس في المدارس العسكرية سنوات طويلة بكل تفاصيلها المبهرة، كما قال الخبراء العسكريين، وباعتراف البعض منهم.
كشفت حرب السادس من أكتوبر عبقرية القيادة المصرية في التخطيط والمكر والدهاء وأثبتت أن مخابرات العدو واهنة كبيت العنكبوت وأن كل ما يروجونه حولها مجرد أكاذيب ومقولات لا تستند لأي حقائق.
وفي حرب 7 أكتوبر باغت قادة الفصائل العالم كله وليس إسرائيل فقط وأكدوا أن الموساد والشاباك وجيش العدو مجرد كيانات هلامية تندثر وتنكشف مع أول ضربة.
في حرب السادس من أكتوبر أرسل الرئيس السادات الأسرى الإسرائيليين لجولد مائير «بالبيجامات الكستور» وفي حرب 7 أكتوبر شاهد نتنياهو وقادة العدو والعالم كله الأسرى الإسرائيليين يساقون إلى غزة «بالبوكسر».
سيتوقف التاريخ طويلا أمام ما حققناه من نصر في 6 أكتوبر 73وفي 7 أكتوبر 23.. وسنعلم أبناءنا وأحفادنا مقولة خالد الذكر الملك فيصل رحمه الله أن فلسطين محتلة، وأن الأقصى أسير، وأن الكيان الصهيوني عدو، وأن المقاومة شرف، وأنه لا يوجد دولة اسمها إسرائيل.
اهنأ في قبرك أيها الملك العظيم وأعلم أن كلماتك الخالدة ستظل مصابيح تضئ للأمة الطريق حتى يتحقق النصر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأ خبار المحلية