نون والقلم

حسين حلمي يكتب: أنظر حولك

 هناك مشهد يُعتبر من أيقونات السينما المصرية بين العملاقين زكي رستم وفريد شوقي في فيلم «رصيف نمرة 5» الذي يقول فيه الشاويش خميس للمعلم «أومال سبحتك فين يا معلم؟.. أصلى لميتها لك»، فالدين بدون أخلاق لا يكون ديناً حتى لو كنت تصلى وتصوم وتتصدق أو استطعت أن تحج.

في ذلك يقول أبي العلا المعري في كتابه رسالة الغفران «فتش عن أصحاب دين.. لهم نُسك وليس لهم رياء.. فألفيتُ البهائم لا عقول» ويقول أيضاً «اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا دين.. وأخر دين لا عقل له»، لذلك كان حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن يقول لنا «الأخلاق وعاء الدين» ولماذا وعاء؟ لأن الوعاء هو الشيء الذي يصنع من الخزف أو المعدن أو الزجاج ليجمع فيه الشيء ويحافظ عليه، مصدره في اللغة «الوعي» ومعناه الفهم وسلامة الإدراك.

وفي علم النفس يعنى شعور الكائن الحي بما في نفسه وما يحيط به. وبغير هذا الوعاء يكون الدين معلق في الهواء.

مهما كنت مصلى أو صائم كل أيام الأسبوع، تزور البيت الحرام «حج وعمرة» وطفت سبعين لا سبع فهذا بدون أخلاق ليست مناسك «فالدين معاملة» منها الصدق والأمانة والإنصاف بين الناس بغض النظر عن كونهم أصدقاء أو أعداء. ولكن هناك من يأخذ العبادات وسيلة لخداع الناس ويكذبون ويخونون الأمانة ويظلمون «أنظر حولك».

لم نقصد أحد!!     

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى