نون والقلم

حسين حلمي يكتب: تجار الكلام

طرح «ميكيافيلي» سؤالاً على الأمير فقال له: هل القلاع نافعه لحمايتك أم مؤذيه لك؟ وأجاب ميكيافيللي على السؤال بنفسه وقال له: إن خير القلاع التي تقيمها من أفئدة الشعب، لأن ما يُفسد الأمير عندما يَحكم، هؤلاء المنافقين الذين يحاولون أن يفصلوا بين الأمير وشعبه.

وأكبر حالات النفاق والمدح الزائف في التاريخ بيت الشعر الذي نُسب إلى المتنبي عندما ضرب الزلزال مصر في عهد كافور أحد مماليك مصر، فقال متملقاً لكافور «مازلزلت مصر من كيد ألم بها… إنما رقصت من عدلكم طرباً» بهدف نيل عطاياه شأنه في ذلك شأن معظم الشعراء الذين يَجدون في بلاط السلاطين ميداناً لبيع كلاماتهم ويتنافسون فيها كذباً من أجل العطايا والهدايا والتي في العادي تؤخذ من قوت الشعب.

هؤلاء يتخذون من صناعة الكلام المكتوب أو الشفوي مهنة حتى لو كان كذباً ولا يمت للواقع بصلة ولا ينسجم معه.

و«المتنبي المعاصر» ليس له وطن وليس له عُمر معين أو اختصاص محدد، فقد يَلبس لباس الدين أو يَدعي الليبرالية، و يكون معه أعلى الشهادات.

 فهم مجرد تجار يبيعون كلماتهم لمن يشترى، يمدحون من يدفع لهم بلا وجه حق، إنهم مرتزقة كل زمان، ليبقى السؤال هل هؤلاء يستحقون الاحترام من طرف الفقراء الذين هُدمت منازلهم في الزلزال.

لم نقصد أحد !!    

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى