نون والقلم

عبد الله العلمي يكتب: نعم لمنتديات الإعلام الناجحة

تألق «مؤتمر الناشرين الدولي» في الرياض هذا الشهر، كإحدى الفعاليات الهامة بمشاركة نخبة من المؤلفين و1800 دار نشر من 32 دولة. من ضمن أهداف المؤتمر بحث مستقبل صناعة الكتاب، والتحديات التي تواجه سوق النشر.

لنا الفخر بأن المؤتمر يُعقد بتنظيم أيادٍ وعقول سعودية شابة، لمناقشة تجارب الشركات الناشئة، وتعزيز فرص الناشر المحلي لدخول وتطوير هذا المجال الهام، واعتماد أعلى معايير الجودة وأفضل الممارسات العالمية. كعادة المؤتمرات في السعودية، لم يصدر هنا أي تصرف مُبتذل، أو خارج عن الأعراف.

كذلك يتم الاستعداد في قطر لعقد المؤتمر الدولي للإعلام في 20 شباط (فبراير) 2024 لتسليط الضوء على قضايا الثقافة الرقمية بالتعاون مع مجموعة مميزة من الأكاديميين والباحثين والمهتمين.

يأتي المؤتمر ضمن جهود الدوحة لتهيئة البيئة المناسبة لمناقشة مستقبل صناعة الإعلام ولمواجهة التحديات المعاصرة. تُمثل قطر موطناً واعداً لدعم نمو هذا القطاع والاستفادة من المؤسسات الوطنية الرصينة، والتطوير عبر الطفرات التقنية، والوصول إلى المعلومة. كذلك اشتهرت الدوحة بإنشاء منصات تفاعلية لبث برامجها المتنوعة إلى العالم بعيداً من العنتريات والخصومات الإعلامية.

أما في الكويت الشقيقة، فهناك جهود واضحة لدعم الإعلاميين، والحفاظ على الهوية الكويتية بأرقى المستويات المهنية. يتميز قادة الرأي في الكويت بالصدقية، وخلق هوية جاذبة ومستقلة، وكرافد حيوي للاقتصاد الوطني. لعلنا نتذكر أن الكويت هي أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية، في 15 تشرين الثاني (نوفمبر) 1961 في الحي الشرقي من مدينة الكويت. هذا تاريخ عريق، ولن «ينحدر» أحد هنا للخوض في سمعة إعلاميين آخرين، أو الإساءة إلى أي شخصية بطريقة علنية أو سرية.

أيضاً من الفعاليات الخليجية العريقة، المؤتمر الدولي للإعلام الرقمي في مملكة البحرين. تنقل هذه المناسبة التجارب الناجحة إلى دول مجلس التعاون والعالم العربي. ليس لدينا أدنى شك بأن مؤتمر البحرين سيتيح للشركات الجادة فرص التواصل مع نخبة من قادة الإعلام الإلكتروني المسيطر اليوم على السوق الإعلامية، وتعزيز التعاون المشترك لبلورة أفكار جديدة على الساحل الجميل للخليج العربي.

كعادة المنامة الراقية والعريقة في القِدم، الكل يحترم الكل، ومن غير المتوقع الخوض في سمعة الضيوف سراً أو التفاخر الرخيص أمام كاميرات الإعلام.

سلطنة عُمان كانت وما زالت في قلب الأحداث الهامة. تتم في 4 تشرين الأول (أكتوبر) الجاري في متحف (عُمان عبر الزمان)، مناقشة موضوع السياحة بدول مجلس التعاون. ليس لدي أدنى شك بأن الشقيقة عُمان، ستنجح مثل باقي الملتقيات الخليجية الإعلامية المرموقة. هنا في مسقط، تتميز الثقافة العُمانية باحترام قيم التنوع، وتشجيع الجميع لاحتراف مضمار الحقوق والنشر. لا أتوقع أن يصدر في مؤتمر عُمان أي سلوك مخالف للآداب العامة، أو استعمال أوصاف نابية كما في المهاترات التي تسمح بها بعض المؤتمرات الأخرى.

كذلك تألقت مؤخراً مناسبات عامة في الإمارات، ومن أهمها منتدى الإعلام العربي ومعرض (عرب لاب) لقطاع المختبرات، ومعرض الوظائف، وآخر للسيارات والنقل، ومعرض الفوركس للأعمال، وكذلك بازار السلع الاستهلاكية.

آخر الكلام. تسعى المؤتمرات الإعلامية المحترمة للمساهمة الفاعلة في وضع ونشر رؤية إيجابية هادفة. كلنا أمل في أن تحافظ كل المؤتمرات الإعلامية على مستوى التعامل المحترم والراقي بعيداً من الردح المتبادل أو التصرفات الخارجة عن الآداب العامة. لا بد من الإشارة إلى ضرورة استمرار مشاركة المؤسسات الناجحة في دول مجلس التعاون، بعيداً من المهاترات الجانبية، لإبراز الهوية الخليجية الثرية على الواجهة العربية والعالمية.

 كاتب اقتصادي سعودي

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى