هي عودة إلى الوراء وليس عودة إلى التخلف.
فليكن ذلك واضحاً في أذهاننا، فالمسؤولة الأوروبية التي دعت إلى الرجوع قليلاً بالتعليم الأساسي إلى الطريقة التقليدية ليست عدوة للتقنية الحديثة، ونحن كذلك، نتحدث عن الاهتمام بالمهارات الأساسية لدى الأجيال الجديدة، وكلنا نشاهد وضع الأطفال الآن، في بيوتهم التي يفترض أن تكون المصدر الأول للتعليم والتلقين، وتثبيت العادات الحسنة في أذهانهم، وتدريبهم على ما سيواجههم في مسيرتهم التعليمية، وللأسف، كاد ذلك كله يختفي، فقد حلت الأجهزة اللوحية مكان كل شيء، حتى وصلنا إلى مراحل التخلص من إزعاج الأطفال بإسكاتهم بالرسوم المتحركة وبلغات أجنبية لا نعرف محتواها، رغم أن جهداً بسيطاً قد يجعل تلك الأجهزة مفيدة للأطفال، وعاملاً مساعداً لأولياء الأمور، ومرحلة تمهيدية ضرورية للاندماج في المدارس.
لسنا ضد التقنيات الحديثة، فنحن نستعملها ونعتمد عليها، ومن ينظر إلى جيوبنا سيعرف الفارق بين سلوكنا قبل عقدين من الزمان وسلوكنا الآن، لأنه لن يجد تلك المفكرة الصغيرة المدونة بها أرقام الهواتف والعناوين والملاحظات والتواريخ المهمة، ولن يجد القلم المذهب الذي يضاهي الساعة في جماله وقيمته وعلامته التجارية المشهورة، لأننا اختصرنا كل ذلك في جهاز الهاتف النقال الذي ما عدنا نستطيع أن نفارقه، فهو البديل لما ذكرت سابقاً، وأيضاً البديل للمكتب والأجهزة المتراكمة حوله، ولا نحتاج إلى الكاميرا لتصوير اللحظات الجميلة في حياتنا، ولا ننتظر رسالة بريدية تأتينا من «عزيز» سافر بعيداً عنا، فهو معنا «صوت وصورة» طوال 24 ساعة!
ومع كل ذلك نؤيد ونساند فكرة العودة بمدارس التأسيس إلى عهدها السابق، حيث تركز على تنمية المهارات الأساسية لدى الأجيال الجديدة، فهم بحاجة إلى معرفة أسس الحضارة واستمرار الحياة الطبيعية للإنسان، والطفل هو مستقبل الإنسان الذي أصبحنا مسؤولين عن تجهيزه بما يحصنه، وليس تحويله إلى أسير «الواي فاي»!
إنها دعوة للعودة إلى المسار الصحيح وليس الابتعاد عن التقنيات الحديثة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية