أعظم كوميديا تُفجر الضحك لدى الناس، تلك التي تخلو من أي انفعال، ويجد المتفرج نفسه أمام ضعفه وجهاً لوجه، فلا سبيل أمامه في هذه الحالة إلا الضحك على نفسه.
ولأن الإنسان لديه العديد من مواطن الضعف التي يعلمها والتي لا يعلمها، لذلك يجد المؤلف والممثل منجم من الأفكار التي يُضحك فيها الناس على أنفسهم.
الأمر الذي يؤكد أن أكبر الضحكات نابعة من العجز الإنساني. ويقدم هذا في العادة بكثير من العبارات الخشنة، رغم ذلك يستمر المتفرج في الضحك، ولا يحس أن هذا الذي يقدم له ليس نص كوميدي رغم ظاهره، إنما هو نص جاد وجاد جداً.
الهدف من وراءه الكشف عن العجز الإنساني الذي يحاول أن يخفيه عن الناس وعن نفسه، رغم أن هذا العجز ليس شخصياً إنما هو في الحقيقة مرض مجتمع. وهو للأسف اسلوب حياة يحاول الإنسان فيها الموازنة بين المأمول والمتاح، ولأن المتاح سهل لا يبحث عن الحلم، حتى أصبحنا على هذه الحالة التي وصلنا إليها.
ويقول المثل في هذا «شر البلية ما يُضحك» أي أن كثيراً من المواقف تُثير فينا مشاعر الأسى والعجز فلا تنطلق بسببها الصراخ والآهات إنما ينطلق مكانها الضحك.
لم نقصد أحد!!
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية