نون والقلم

فريهان طايع تكتب: الزلزال رسالة للاستيقاظ من وهم الدنيا

هناك كلمة تتردد لدى الكثيرين وهي أريد أن أعيش حياتي وسأفعل كل شيء من أجل أن أعيش حياتي وهل هم أفضل مني، وبالنهاية الحياة لا تعاش إلا مرة سوف أتمتع بها أي كانت الوسيلة أو الغاية، قد يتسببون في مضرة الناس ويؤذون.

قد يتنازلون عن مبادئهم، قد يأكلون المال الحرام، قد يأكلون مال اليتيم، قد يأكلون الميراث، قد يقطعون صلة الأرحام بألسنتهم وتصرفاتهم وحبهم لدنيا والمال، قد يكذبون ويغشون للوصول إلى مصالحهم المادية.

ثم جاء هذا الزالزل ليخبرنا أننا لا شيء أمام الكوارث الطبيعية وأن الحياة ليست لنا وأن المال أكبر وهم وأن المظاهر أيضا أكبر سراب وأننا ضيوف على هذه الأرض، لكن الحياة قد غرت وخدعت الكثيرين.

لوهلة تساءلت هل بعض المغريات تجعل البعض يتناسون أن الدنيا لا تستحق كل هذا، لنتخيل أنك فعلت كل شيء من أجل أن تعمر ثم يأتي الزالزل في أقل من ثانية ويمحي كل شيء وكأنه لم يكن أو تفقد حياتك في حادث، فعلا الدنيا فانية، لوهلة تشعر أن المال ليس مهم وأن المجد والسلطة والنفوذ ليست لعالم البشر، بل نحن أقل ما يقال عنا ضعفاء.

ثم تتساءل لماذا أركض طوال اليوم وعلى ماذا أركض وعلى ماذا أنافس وأتنافس

أسئلة لن تجد لها إجابات فقط إجابتها أن الحياة ليست لك وأن الحياة وهم وأنك عندما تموت كأنك لم تكن يوما.

فكم هو محظوظ ذلك الذي نجح في اختبار الدنيا ونجى بنفسه في ذلك العالم الماورائي فعندما يصدمه الزالزل سوف يبتسم مثل ذلك الشيخ ويقول الله أكبر وما أجملها من لحظة أن نموت بين يدي الله، في حين يرتعب البعض عندما يصدمهم الزالزل في الملاهي وفي حياة العبث في مغريات الدنيا.

كلمة فانية ربما كانت مجرد كلمة لكنها اليوم أثبتت نفسها أمام كل الذي يحدث اليوم لأن كل شيء فاني، الألقاب، المظاهر، المال، المراكز، السلطة، الشهرة، الأملاك العقارية، الأوراق النقدية .

فهل تستحق هذه الدنيا أن نتكالب عليها مثل الكلاب المتوحشة؟

فماذا سيقول من أكل المال الحرام؟

وماذا سيقول من أكل الميراث؟

ماذا سيقول من أكل مال اليتامى؟

ماذا سيقول من سرق حق أخاه وطغى في الأرض فسادا؟

ماذا سيقول من تسبب في أوجاع للناس وظلمهم حتى في مشاعرهم؟

ماذا سيقول من لم يعدل ومن ظلم؟

ماذا سيقول من لم يخف ذلك اليوم الموعود؟

ماذا سيقول من سلك طريق الحرام و ارتكب الزنا؟

ماذا سيقول من لم يرحم ومن ضيق الحياة على غيره ولم يرحمه حتى في ضعفه؟

ماذا سيقول من عبث بحياة الأبرياء؟

ماذا سيقول من غش و دفع الرشوة من أجل الحصول على شيء ليس من حقه؟

ماذا سيقول من استغل منصبه في ايذاء الناس؟

ماذا سيقول من لم يرحم الضعفاء؟

ماذا سيقول عندما يحن الأوان وهو لازال يركض وراء هذه الدنيا الفانية بكل طمع وجشع وكأنه فرعون بطغيانه وحبه لدنيا؟

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى