ذهب ليونيل ميسي إلى أمريكا، غادر أوروبا وهو أفضل لاعب في العالم، ولم يعتبروا ذلك سرقة للمواهب، بل على العكس صفقوا له، بينما أقاموا الدنيا ولم يقعدوها عندما وقع كريستيانو رونالدو لنادي النصر السعودي، ولطموا خدودهم حسرة على الموهبة الفذة التي ستنتهي في مكان مجهول!
تلك مقارنة بسيطة لوقائع حدثت في التوقيت نفسه تقريباً، رغم أن الولايات المتحدة بعيدة عن كرة القدم. فاهتماماتها تصب في ألعاب أخرى، وذهاب ميسي إلى هناك لم يكن للمنافسة وتحقيق البطولات، بل للراحة بعد سنوات من الضغط والإرهاق، واكتفى بعد أن رفض عرض الهلال السعودي بالاستعراض أمام الجماهير التي تبحث عن المشاهير فقط، ولا يهمها من يفوز أو يحقق بطولة الدوري.
أما رونالدو فهو ما زال يواصل نشر الرسالة التي حملها منذ أن وضع في الصف الأول، وبعد تجربتين فاشلتين في إيطاليا وإنجلترا اختار المكان الذي سيحقق له تطلعاته في الأعوام المقبلة، ففي السعودية والخليج والمنطقة كلها توجد كرة قدم، وتوجد جماهير محبة لكرة القدم، بعيداً عن مافيات المراهنات التي ظهرت فضائحها في أوروبا مرات عدة، حتى قننتها الدول وفتحت لها مراكز في مدنها الكبرى، وأصبحت مشرعة رسمياً!
الكرة عندهم أصبحت سياسة، فأين وجد المال وجدت السياسة، ووجدت السلطة الخفية، وانتشر السماسرة، وأصبحت المعادلة بعيدة كل البعد عن اللعب النظيف والنزاهة والإبداع في ما يسمى بالمستطيل الأخضر، الكرة عندهم «بقرة حلوب» كل المتكالبين على صنع الثروات يريدون «حلبها»، ولا ننسى دافعي الرشاوى و«القابضين عليها»، فقد وصل أمرهم إلى قمة الهرم، إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم، أكبر منظمة رياضية في العالم، وأكثرها ثراءً، فلا يزال بعض قادة الإدارة السابقة في السجون، والبعض الآخر أنهى عقوبته وخرج، ولا يمكنه الاقتراب من اللعبة مدى الحياة، وسقط رؤساء اتحادات قارية مع رئيس الاتحاد الدولي السابق، وكانت أوروبا صاحبة الأغلبية في تلك الفضيحة.
من جاءوا إلى «بلاد الجمال» كما يصفونها في حملتهم الموجهة يعلمون أنهم في هذه الأرض سيجدون الاحترام والتقدير، ولن يخرجوا منها مدمنين أو خاضعين لشركات المراهنات!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية