كل ما يحدث في الأرض وطبقات الفضاء العليا من فعلنا، فنحن البشر تسببنا في كل الكوارث، أو لنقل في استحداث كوارث غير التي كانت معروفة من قبل، فتلك كانت ولا تزال تسمى «الكوارث الطبيعية»، مثل الزلازل والأعاصير، وهيجان البحار أو فيضانات الأنهار، ومعها الحرائق التي تشتعل في الغابات.
أما غير الطبيعية فنحن من أوجدها، من قطع الغابات، والصيد الجائر للأسماك، إلى تجريف البحار وتدمير بنيتها الطبيعية، بكائناتها وشعبها المرجانية، وقتل الحيوانات البرية وزواحفها وطيورها، ونفث ملوثات المصانع، حتى انقرضت أنواع كثيرة منها، وخلت الأراضي الشاسعة من التوازن البيئي.
حمل الإنسان البندقية واستأسد على الأسود، وأسقط الأشجار بالفؤوس، ونسف الجبال من أجل حجارتها، ونحر الدواب، بعضها حتى يؤكل، والبعض الآخر حتى لا يتعدى على مزارع الشركات والأثرياء، وصنعنا كل شيء مما أعطتنا الأرض، ولم نعوض ما دمرنا، فاختلت المقاييس، ولم ننتبه في الوقت المناسب، رغم أننا نعرف بأن ما نقوم به يؤدي إلى تغيرات مناخية، وقلنا إن التغير شيء طبيعي، وتكاتف الكبار في مواجهة الكوارث المحتملة، الأقوياء والأغنياء رفضوا كل النداءات التي أطلقها العلماء بعد اكتشاف «ثقب طبقة الأوزون».
أصحاب العضلات المتمثلة في الأساطيل المدججة بالأسلحة والطائرات والقواعد المنتشرة حول العالم، ومعهم أصحاب المال، ورجال الصناعة والبنوك، القوى الضاربة وقفت في وجه الذين ينادون بإصلاح الخلل، والنتيجة هي التي نراها اليوم، بل التي نعيشها، وما زلنا نراوغ باسم السياسة، أو تحت «يافطة» التجارة الحرة، إرضاء لفئات لم تكن في يوم من الأيام تهتم بما يجري لغيرها، حتى طالتهم المصيبة، وتغيرت أحوال «أيقوناتهم السياحية»، وتيقنوا بأن هذا التغير المناخي والاحتباس الحراري مع ثقب الأوزون لا يفرق بين البشر، فالكل سواسية، والضرر يعم العالم كله، ولا يستثني أحداً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية