نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: رسالة من ليبيا

الزلزال الذي ضرب ليبيا في أعقاب اجتماع روما بين نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الليبية وإيلي كوهين وزير الخارجية الإسرائيلي سيكون له توابع ربما تستمر فترة ليست بقصيره ولن يتوقف تأثيرها عند حدود الدولة الليبية.

منذ اختيار المنقوش لتولي حقيبة الخارجيه ضمن تشكيل حكومة عبد الحميد الدبيبة والتساؤلات لا تتوقف حول مغزي ومعايير الاختيار.

فالوزيرة التي دخلت الحكومه لتولي حقيبة وزاره سياديه لا تملك أي مقومات لذلك ولا تتمتع بأي خلفيه سياسيه أو دبلوماسيه تؤهلها لشغل هذا المنصب في هذا الوقت العصيب من عمر الوطن.. فالوزيرة لا تعدو كونها أستاذة في القانون الجنائي ولا علاقة لها بالسياسه ولا بالعمل الدبلوماسي، فلا يوجد نقطة التقاء بين تدريس القانون الجنائي وبين العلاقات الدبلوماسية والعلوم السياسيه.

وهكذا يبدو أن اختيارها جاء مجاملة أو ترضيه أو رضوخ لضغوط من الداخل أو الخارج وربما يكون الاحتمال الأخير هو الأقرب والدليل على ذلك أن الوزيرة كانت تغرد خارج السرب وغالبا ما تتعارض تصريحاتها مع خط الحكومة التي تعمل ضمن تشكيلها، ولم يحاسبها أحد على تلك التصريحات وكأنها تمثل دوله داخل الدولة.

ولأن الوزيرة لا تملك الخبرة الكافيه ولا الحد الأدنى الذي يمكنها من تولي وزارة بحجم الخارجية، فقد تصورت أن بمقدورها أن تدير الدبلوماسية الليبية بمنطق «الدكانة».

فهى لا تدرك خطورة الخطوة التي أقدمت عليها عندما اجتمعت مع  وزير خارجية الاحتلال الإسرائيلي على أرض أوروبيه، ولأن الوزيرة عديمة الخبره فقد تصورت أن اللقاء لن يتعدى حدود الغرفة المغلقة التي جمعتها بالوزير الإسرائيلي، ولا تعلم الوزيرة أن «كوهين» الإسرائيلي سيعلن التفاصيل الكاملة للاجتماع على العالم أجمع.

لم تدرك الوزيرة الليبيه طوال فترة عملها في الوزارة ولو من باب المتابعه الدبلوماسية أن المسئولين الإسرائيلين لا يلتزمون أبدا بالأعراف الدبلوماسية ولا يحافظون على أسرار أي اجتماعات أو لقاءات يكون الطرف الثاني فيها دولة عربية.

«كوهين» الإسرائيلى وزملائه لا يراعون أي اعتبارات أو نصائح حتى لو تسبب ذلك في حرج للدولة التي رتبت لهذا الاجتماع وهي الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك واضحا في التصريحات الأمريكية الغاضبة التي ألقت باللوم على الوزير الإسرائيلي بسبب إعلانه لتفاصيل الاجتماع الذي كان من المفترض أن يبدأ وينتهي في سرية تامه.

وبصرف النظر عن دوافع الاجتماع وبعيدا عن الدور الغريب والخفي للإسرائيليين في ليبيا والذي ظهر في حرصهم على عقد اجتماع بهذا المستوى رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية ولا علاقات من أي نوع.

بصرف النظر عن كل ذلك فإن المظاهرات العارمه التى اندلعت فى ليبيا فى أعقاب الإعلان عن الإجتماع تؤكد حقيقة المشاعر الليبية تجاه الاحتلال الإسرائيلي.

وفي اعتقادي أن ما حدث يتعدى الحدود الليبية ويمثل استفتاء شعبى عربى على مدى كراهية العرب للإسرائيليين، هذه الكراهية التي تأتي نتيجه طبيعيه لجرائم الاحتلال في الضفه وغزة وارتكابهم للمجزرة تلو الأخرى وقتلهم للأطفال والنساء واستيلائهم على الأراضى الفلسطينية بدون وجه حق وتدنيس مقدسات المسلمين تحت حماية أمريكية غربية.

لن يكون التضحية بالمنقوش قربان نجاه.. ولن تهدأ العاصفة فى ليبيا حتى تصل الرسالة للأيدي التي تعبث في الداخل والخارج أنه لا جدوى مما يفعلون .

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Back to top button