الأشجار تموت واقفة.. حكمه يُطلقها الناس على هؤلاء الذين يثبتون أمام الرياح والعواصف، وإذا انهزموا يموتون واقفين على أقوالهم.
هؤلاء هم الرجال الذين لا يقبلون الانحناء ويستمرون في مواجهة الحياة بكل ما فيها من صعاب ويستمرون في العطاء رغم مغادرتهم لمواقعهم، أشبه بالأشجار التي تتساقط أوراقها ويبقى «ضلها» تحمي من يقف تحتها من حرارة شمس الحياة.
في كثير من دول العالم المتقدم يكون التعاقد يحدده قدرة الشخص على العطاء وسلامة الجسم صحياً وعقلياً وليس عمر الإنسان، حيث أن العمر ما هو إلا رقم يحسب بالسنين لا علاقة له بالعطاء.
فهناك العديد من الرجال لديهم خبرات رحلوا من العمل وهم في قمة عطائهم لأنهم بكل بساطة بلغوا سن التقاعد دون أن ندرك أننا بذلك نفقد كيان من التراكم المعرفي والخبرات ورصيد واسعاً من التجارب.
جميل أن يستريح الشخص ويفسح الطريق لدماء شابة حان دورهم في الإمساك بزمام الأمور. وهناك بعض المهن يصل فيها الشخص إلى منحة العطاء في هذا السن. لذلك لا نجد سن للتقاعد للصحفي والمحامي والطبيب والمبدع وغيرهم من أصحاب المهن، هؤلاء يموتون واقفين بغض النظر عن السن، لا يهزمهم غير المرض وغيرة الفشلة الذين اقتربوا من هذا السن .
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط ها
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية