لقد منحنى الله فرصة الاقتراب من الأستاذ مصطفى شردي رئيس تحرير الوفد في بداية عملي بالمحاماة والذي رشحني للعمل بجريدة الوفد قبل الإصدار اليومي للجريدة.
وكم استفدت منه رغم اختلاف المجال الذي يعمل به من عملي في المحاماة ، فكان الرجل رحمة الله أستاذ فى الحياة، وإنسان في التعامل مع البشر، لا يغضب أحد منه، وقادر على دفعك للأمام إذا وجد فيك ما يؤهلك لذلك.
والعجيب أن بعض الذين دفعهم في حياته انطفؤا بعد رحيله للأسف، ليس لعيب فيهم ولكن لصفات الرجل الذي اكتسب بها حُب الناس حتى الذين اختلفوا معه.
وشهادة حق سمعتها بنفسى من الأستاذ موسى صبري بعد رحيل الفارس عندما ذكرت له اسم مصطفى شردي، قال: كان لديه «سنس» لم استطع تفسير الكلمة في حينها، ولكن بعد ذلك اتضح لي معناها، وهي تعني رجل له رؤية فيما يعمل ومحترم لإدارته المهنة، فكان صحفي بمعنى الكلمة.
سألته من هو الصحفي الحقيقي لديه؟ قال من يمتلك ثلاثة أشياء.. حس الفنان «الفتوغرافي» أي الذي يستطيع أن يلتقط صورة للحدث، وأيضاً حس المجازفه أو بمعنى أخر عدم التردد وهذا ما يطلق عليه السبق الصحفي، لذلك يجب اقتناص الخبر بسرعة، والعنصر الثالث القدرة على الكتابة والتعبير، لذلك تجد الصحفي الحقيقي شجاع والصحفي المتردد في أخر الصف لا يصلح إلا لعمل واحد هو الطبل والشتم والشماتة .
لم نقصد أحد !!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية