معركة تكسير العظام التي اندلعت بين صاحب «تويتر» إيلون ماسك وصاحب «فيس بوك» مارك زوكربيرج بلغت ذروتها، ووجه مارك ضربة قوية لصاحب تويتر، وأطلق تطبيقه الجديد «ثريدز» في أقوى المواجهات بمجال بيزنس تطبيقات التواصل الاجتماعي في العالم!
التطبيق الجديد يتم تصنيفه على أنه بديل فعلى لتطبيق تويتر الشهير، وهو ما جعل «الخناقة» تشتد وتشتعل بين أكبر وأشهر شركتين في الاستثمار بمجال تطبيقات التواصل الاجتماعي في التاريخ!
المعركة ليست مجرد صراع على منتج جديد أو سرقة زبائن بين شركتين عملاقتين في مجال تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولكنه صراع اقتصادي وسياسي واجتماعي كبير، فهذه التطبيقات الضخمة تتصارع على مكاسب تصل لمليارات الدولارات سنويًّا، كما أن الخناقة تتمثل في نفوذ سياسي واجتماعي لهذه الشركات التي تتصارع على دعم سياسيين وشخصيات عامة ورؤساء خلال الانتخابات، بالإضافة إلى علاقاتها بمؤسسات رسمية وحزبية داخل الولايات المتحدة، وهذا الصراع بين هذه الشركات يمثل مقياسًا لمدى نفوذ هذه المؤسسات داخل مراكز اتخاذ القرار!
صحف العالم الكبرى ووسائل الإعلام الأكثر تأثيرًا اهتمت بالمعركة التي وصفتها «شبكة بي بي سي» بأنها «القتال داخل القفص»، وهو الوصف الذي يصف المنافسة بأنها وصلت إلى مرحلة «الحياة أو الموت»!
الصراع الذي تجاوز الحدود يكشف مدى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، وكيف يبلغ الصراع بين مالكيها من أثرياء العالم حدًّا لا يليق بأصحاب المليارات.. ماسك الذي يبلغ من العمر 52 عامًا أطلق تغريدة هجوم على مارك البالغ 39 عامًا، قال فيها: «لديّ خطوة رائعة.. سوف أستلقى فوق خصمي ولن أفعل شيئًا». ولكن شركة ميتا ردت عليه بصور مارك القتالية، وقالت المتحدثة باسم شركته: «القصة تتحدث عن نفسها»!
ولكن هل يستحق هذا الصراع أن يدخل المليارديرات في وصلات سب وشتائم إلى هذا الحد؟
يكفي أن تقرأ ما نشره موقع بلومبرج الاقتصادي ذائع الصيت، حيث أشار إلى وجود خطة لإضافة 8 مليارات دولار إلى عائدات ميتا السنوية بحلول عام 2025. وقال الموقع إن تطبيق ثريدز سيفوز بما يقرب من 200 مليون مستخدم نشط يوميًا.
قد تسأل: وما علاقتنا نحن بهذه الحكاية وهذا الصراع بين مليارديرات أمريكان؟
العلاقة كبيرة ومهمة.. وهي أننا يجب أن نُدرك أن شركات التكنولوجيا وتطبيقات التواصل الاجتماعي بلغت حدًّا بالغًا من النفوذ الاقتصادي والسياسي في العالم، ويجب علينا أن نمنح الأجيال الجديدة أدوات المنافسة مع العالم في مجال التكنولوجيا وريادة الأعمال، بشكل أكبر، مع ضرورة التوسع في مؤسسات تعليم علوم التكنولوجيا والتدريب عليها.
ويكفي أن أقول لك إن هناك دولة صديقة، هي الهند، تشبهنا في ظروف كثيرة من حيث مستوى التعليم العام، والظروف الاقتصادية، وقد تمكنت من التقدم في مجال التكنولوجيا وتطويرها وبيعها بمليارات الدولارات!
صحيفة «indiatimes» الهندية قالت إن صناعة تكنولوجيا الاستثمار في الهند تنمو بمعدل غير مسبوق، مع نمو سنوي قدره 300% في السنوات الثلاث الماضية.
وتشير التقديرات إلى أنه بحلول عام 2025، ستبلغ قيمة صناعة تكنولوجيا الاستثمار في الهند 14.3 مليار دولار، مما يمثل فرصة كبيرة للمستثمرين وشركات الاستثمار التكنولوجي على حد سواء.
الصحيفة كشفت عن بعض الظروف التي تشبه الظروف المصرية في مجال الصناعة، ومع ذلك حققت هذا الرقم الكبير من العائد الاقتصادي في مجال التكنولوجيا.
الصحيفة عددت بعض الأسباب التي تجعل الاستثمار التكنولوجي فرصة كبيرة في الهند، ومنها:
1- سوق كبير غير مستغل: لا تزال نسبة كبيرة من السكان الهنود غير متعاملين مع البنوك أو يعانون من نقص في البنوك، مما يعنى أنهم لا يتمتعون بإمكانية الوصول إلى فرص الاستثمار. ويمكن لشركات تكنولوجيا الاستثمار الاستفادة من هذا السوق الكبير غير المستغل وتوفير فرص استثمارية لهؤلاء الأفراد.
2- تزايد الاهتمام بالاستثمار: يعد الوعي المتزايد والاهتمام بالاستثمار بين السكان الهنود سببًا آخر يجعل تكنولوجيا الاستثمار فرصة كبيرة في الهند. فعندما يصبح الناس أكثر وعيًا بفوائد الاستثمار، فإنهم يبحثون عن طرق ملائمة ويمكن الوصول إليها لاستثمار أموالهم.
3- سهولة الوصول: تستفيد شركات تكنولوجيا الاستثمار في الهند من التكنولوجيا لجعل الاستثمار أكثر سهولة ويسهل الوصول إليه. من منصات الوساطة عبر الإنترنت إلى تطبيقات إدارة الاستثمار، تسهل هذه الشركات على الأشخاص استثمار أموالهم ببضع نقرات فقط.
4- التكلفة المنخفضة: تتمثل إحدى أكبر مزايا تكنولوجيا الاستثمار في الهند في أنها أرخص بكثير من خيارات الاستثمار التقليدية. بفضل رسوم المعاملات المنخفضة والعمولة الصفرية، تجعل شركات تكنولوجيا الاستثمار ميسور التكلفة ومتاحًا للجميع.
5- حلول مبتكرة: تعمل شركات تكنولوجيا الاستثمار في الهند على ابتكار حلول مبتكرة لمواجهة التحديات الفريدة التي يواجهها المستثمرون في البلاد. على سبيل المثال، تستخدم منصات الاستشارات الآلية الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لتقديم نصائح استثمارية مخصصة للمستخدمين، بينما تقدم شركات السمسرة عبر الإنترنت مجموعة واسعة من خيارات الاستثمار لتلبية الاحتياجات المتنوعة للمستثمرين.
قام بعض اللاعبين الرئيسيين في صناعة تكنولوجيا الاستثمار الهندية بتعطيل المشهد الاستثماري التقليدي في الهند، وقادوا نمو صناعة تكنولوجيا الاستثمار في البلاد.
فهل يقوم اللاعبون الرئيسيون في الصناعة المصرية بالتحول من التقليدية إلى تكنولوجيا الاستثمار في كل المجالات؟
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية