نون والقلم

فريهان طايع تكتب: وائل جسار عابد في محراب الحب

عندما يكون الفنان إنسان وفنان وراقي وإنسان مكافح، فكل هذه الكلمات والأوصاف تنطبق على الفنان اللبناني وائل جسار.

وائل جسار الذي حقق نجاح باهر في عالم الفن، بإحساسه الطاغي وذوقه الرفيع في اختيار أغانيه.

من أغنية اعذريني يوم زفافك تبدأ حكاية وائل جسار الذي لمع صوته وهيمن إحساسه العالي على قلوبنا.

لكن إلى جانب كونه فنان فهو يشبه أبطال القصص والروايات، وائل جسار الذي تحدى الدنيا من أجل الزواج بالفتاة التي أحبها قلبه، لم يختر أن يكون ضحية، ولم يختر أن يكون عاجز بل اختار عنوان جميل لقصته ومن قصته عبر لجيل الذي يتحجج دائما بالظروف الاجتماعية القاسية وبالفشل وعدم الإصرار في سبيل النجاح.

لم يختر وائل جسار أن يكون شاب ضعيف بل قال أنا فنان، أمن بقدراته وكان واثق من نفسه، أصر على أن يصنع لنفسه مكان يليق به وفعلا حقق الكثير من أحلامه.

لم يقل، الظروف، أنا عاجز، أنا لا أملك المال، أنا قليل الحيلة، لا أستطيع الزواج بالفتاة التي طرق لها قلبي لأني لا أملك المال.

تجاهل وائل جسار كل هذه الكلمات السلبية وحارب من أجل مشاعره النبيلة، حارب كي يستحق قلب الإنسانة التي أحبها والتي وثقت فيه وأخلصت في مشاعرها له، ناضل لكي يكون في مستوى ثقتها به.

كلمة بطل، شهم لا تكفي للوصف، لوصف هذه الشجاعة من شاب كان لا يملك أي شيء ليصبح من ألمع الفنانين في العالم العربي وأكثرهم نجاح وشهرة من شاب فقير لنجم عربي، من شاب كان اسمه وائل إلى الفنان العربي وائل جسار.

نعم صنع الفرق، بإيمانه بنفسه، بصبره، بسعيه نحو الوصول للأفضل، لأنه سمع صوت قلبه وأراد أن يكون بطل في نظر الإنسانة التي أحبته، لم يجعلها يوما تشعر بالخذلان أو أنها مع إنسان فاشل، بل نظر لها نظرة مليئة بالأمل والتفاؤل، من ثم حلق نحو حلمه وجعلها تحلق معه لأنه أراد أن يكون ذلك الشخص الذي رسمته في خيالها.

حيث قال «أنا لما اخترت زوجتي ما كنت بملك فلوس، بس حبيتها وهي حبتني

قالتلي بعيش معك عالخبز و الزيتون

و هي يمكن بالفعل صادقة فيما تقول

يمكن لأنو بتحبني  بس أنا ما قبلتها على نفسي

ما قبلت أنو عيش إنسانة كانت معززة مكرمة ببيت أهلها أنو تعيش عندي بمستوى أقل، ليه شو ناقصني، ناقصني شيء، بالعكس أنا فنان، أنا بأيدي إذا حطيت هدف براسي أوصلو، والحمد لله وصلت لمرحلة كتير من الناس بيحسدوني عليها ما استسلمت صرت اشتغل وكونت بيت لأوري لأهلها أنو أنا جدير.

قصة أكثر من رائعة لرجل تعلم معنى الحب الحقيقي و الوفاء و الإخلاص والشهامة، لرجل فعل المستحيل من أجل زوجته، من أجل مستقبل جميل، مع ذكريات بطولية لكنه لم يكتفى بها مجرد ذكريات بل حولها إلى واقع كلله بالورود ولم يكتفى بالبكاء على الأطلال ولا سرد دور الضحية حيث لم يشتكي من ضعف الامكانيات المادية، بل لم يقل لنفسه مستحيل بل قال شو ناقصني؟ لماذا لا أغير واقعي، لم يعتمد على أهل زوجته مثلما يفعل البعض ولم يستغلها ماديا بل قرر أن يعتمد على نفسه وقال ما قبلت على نفسي، لأنه يملك عزة نفس وصاحب كرامة و رجل حقيقي، ومن هذه القصص نتعلم الكثير و من هذه القصص رسائل عديدة للعديد من الشباب.

للمزيد من مقالات الكاتبة اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى