نون والقلم

حسين حلمي يكتب: ظاهرة «الأنا»

قال الفيلسوف بيدبا في كتاب كليلة ودمنة للملك، ليس هناك ثوابت وأن الحوادث والتجارب تُغير أراء الناس. ولعل من أخطر الظواهر هي ظاهرة «الأنا» فكل ملك يأتي إلى السلطة يمحو ما جاء عليه، ويعلن عن نفسه على أنه مركز التاريخ، وهكذا يشوه التاريخ، فيتحول التاريخ إلى تاريخ شخصي، فليس الماضي سوى تمهيد لمجيئك.

أخبار ذات صلة

وأن أعمال من سبقوك تصون أعمالك، فقال الملك ديشليم، قد فهمت أن مثل هذا يعجل بالأمر ولا يعمل على التثبيت. فقال الفيلسوف: من أبصر الرأي واخذه بحزم ظفر بمعاقبة من أمثال ذلك القط والفأر اللذان اصطلحا لما وقعا في ورطة شديدة فكان في صلاحهما نجاتهما.

فقال الملك وكيف كان ذلك!! قال الفيلسوف كان هناك شجرة دوم يأخذ منها القط ملجأ له بجوارها جحر للفأر وجاء صيادون بالقرب منها نصبوا فيها حبائلهم فوقع فيها القط، فخرج الفأر ليأكل فوجد القط مقنصاً في الحبال ففرح، ثم التفت خلفه فأبصر ثعلب كامن له ونظر فوقه فإذا ببومة على الشجرة ترصده، فهرب إلى جحره، ثم عاد إلى القط وحرره من الحبال وأقترب منه وقال كيف حالك؟ إن الثعلب والبومة كلاهما لي ولك عدو وبقائي متوقف على بقاءك.. وتصالحا.

لم نقصد أحد !!

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى