حصل الباحث الإعلامي محمد هاني الجمل على درجة الدكتوراة بدرجة امتياز مع مرتبة الشرف الأولى من كلية الإعلام جامعة القاهرة عن رسالته التي جاءت تحت عنوان «معالجة قناتي الصين والحرة للقضايا العربية واتجاهات الجمهور المصري نحوها».
وتكونت لجنة المناقشة من الأستاذ الدكتور حسن عماد مكاوي أستاذ الإعلام والعميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة مشرفاً ومناقشاُ، والأستاذ الدكتور محمد معوض إبراهيم أستاذ الإعلام بجامعة عين شمس مناقشاً، والأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى عميدة كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس مناقشاً.
وتناولت الرسالة من خلال فصولها الخمسة كيفية معالجة قناتي الحرة والصين للقضايا العربية، والأطر الخبرية التي تقدم من خلالها القناتان القضايا العربية، وأوجه الاتفاق والاختلاف بينهما في تغطيتهما للشأن العربي، ومدى ترجمة كل منهما لسياسة المالكين لهما، في ظل التنافس الأمريكي الصيني اقتصادياً على قيادة العالم، وتزايد اهتمامهما بالمنطقة العربية.
كما استهدفت دراسة الباحث- البالغ من العمر سبعين عاماً وخريج أول دفعة بإعلام القاهرة – الوقوف على نوعية القضايا والأحداث العربية التي تهتم القناتان بتناولها والمصادر التي تعتمدان عليها، وقياس العلاقة بين معالجتهما لتلك للقضايا، واتجاهات الجمهور المصري نحوهما، ومدى اعتماده عليهما وثقته فيهما كمصدر للمعلومات، ودورهما في تشكيل اتجاهاته نحو الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
ولتحقيق هذه الأهداف اعتمد الباحث على منهج المسح بالعينة (Survey) الكمي والكيفي من خلال تحليل عينة من النشرات الاخبارية المقدمة في قناتي الدراسة لدورتين متتاليتين من الأول من أبريل عام 2022 وحتى 30 سبتمبر بواقع (24 نشرة في كل قناة) عن طريق استخدام الأسبوع الصناعي، إلى جانب عينة عشوائية قوامها 60 مبحوثاً من الجمهور المصري العام، وأخرى عمدية قوامها 60 من قادة الرأي ممن يتابعون قناتي الدراسة ويهتمون بالقضايا العربية التي تتناولها القناتان.
وقد أظهرت نتائج الدراسة اهتمام قناتي الحرة والصينية في نشراتهما الإخبارية بالقضايا السياسية العربية، نظراً للوضع الجيوسياسي للمنطقة العربية الحيوية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية والصين، وإن جاء اهتمام الحرة شاملاً لكل القضايا العربية، خاصة تلك التي تتناول قضايا حقوق الإنسان أو المظاهرات والاضطرابات، فيما نأت قناة الصين بنفسها عن تلك الموضوعات.
كما وقعت أغلب الأخبار العربية في وسط النشرات خاصة بالقناة الصينية التي تحرص على أن تبدأ نشراتها بالأخبار المحلية، حتى وإن كانت غير مهمة للمشاهد العربي، وهي نقطة تثير التساؤل حول الغرض من اطلاقها، ومن هو جمهورها المستهدف.
ومن بين النتائج أيضاً اعتماد قناتي الدراسة على (المراسل) كمصدر مهم من مصادر الأخبار، وإن تفوقت الحرة في هذا المجال نظراً لخبرتها الطويلة وامكانياتها الكبيرة مقارنةً بقناة الصين التي تعتمد كثيراً على وكالات الأنباء الغربية في تغطيتها لأخبار العالم العربي. كما برز (الاتجاه السلبي) تجاه الشخصيات المحورية في القناتين وتشككهما في دورها بالمجتمعات العربية لعدم وجود أجهزة رقابية لمحاسبتهم.
وإلى جانب ذلك ابتعدت قناة الصين عن الأخبار التي تحمل في طياتها مظاهرات أو مواجهات بين السلطة والشعب كما حدث خلال ما يعرف بالربيع العربي باعتبار ذلك حدثاً داخلياً ترجمة لتعليمات الحزب الشيوعي الحاكم.
وأظهرت نتائج الدراسة التي استمرت عامين ونصف اهتمام قناة الصين الواضح بإبراز كل الأخبار التي تحمل قيماً (سلبية) عن الولايات المتحدة الأمريكية مثل سرقة قواتها للنفط من مدينة الحسكة السورية، والوضع المتدهور بالعراق والآثار السلبية لانسحابها المفاجئ من أفغانستان، وأخيراً انعدام أي دور (إيجابي) للمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي في حل الأزمات الدولية.
أمّا مقترحات الدراسة فمن أهمها:
1- تشجيع الباحثين على إجراء مزيد من الدراسات والبحوث العلمية حول قناة الصين الموجهة باللغة العربية، حيث أن الدراسة الحالية هي الأولى عربياً ودوليا التي تتناول تلك القناة.
2- إجراء مزيد من الدراسات حول العلاقة بين التعرض للقنوات الفضائية الموجهة بالعربية، واتجاهات الجمهور المصري نحو الدول المالكة لتلك القنوات.
3- إجراء مزيد من الدراسات العلمية للمقارنة بين أداء القنوات الموجهة المختلفة التوجهات والملكية، للوقوف على العوامل المؤثرة في اختيار الأطر الإخبارية التي تقدم من خلالها القضايا المختلفة الاهتمام بمتابعة الصورة المقدمة عن العالم العربي في تلك القنوات العربية لمواجهة تأثيراتها.
4- إجراء مزيد من البحوث والدراسات لقياس اتجاهات الرأي العام لتقييم دور القنوات الفضائية الموجهة باللغة العربية في تناول قضايا الوطن العربي.
5- العمل على انشاء قنوات مصرية وعربية موجهة بلغات أجنبية متنوعة من أجل مواجهة البث الإعلامي الوافد والوصول للآخر بلغته وشرح وجهات النظر العربية تجاه القضايا المختلفة.
6- إنشاء قناة تلفزيونية إخبارية ومحطة إذاعية تخاطب المواطن المصري والعربي، تتناولان القضايا العربية بموضوعية وشفافية، وتعملان على تحقيق التواصل المباشر مع أفراد المجتمع، على أن يقوم بإعداد وتقديم محتواهما الإعلامي المتنوع متخصصون ومؤهلون علمياً.
7- العمل على تحصين المواطن المصري والعربي بالمعلومات الدقيقة والصادقة حتى لا يقع فريسة للمعلومات الوافدة، والتي قد تكون مضللة وغير حقيقية من خلال إطلاق قنوات إعلامية متميزة وموضوعية، وتتمتع بأعلى درجات الحرية في مناقشة كل القضايا الداخلية والخارجية.
تجدر الإشارة إلى أن الباحث وهو خريج أول دفعة بإعلام القاهرة عام 1975 عمل أربع سنوات بالأخبار الصوتية بإذاعة القاهرة، ثم قضى 33 عاماً في دولة الإمارات العربية المتحدة محرراً ومراقباً ومديراً للتحرير بإذاعة وتلفزيون أبو ظبي، وصحف الاتحاد والبيان والفجر والوحدة مختتماً حياته هناك بالعمل بقسم التحرير بوكالة أنباء الامارات «وام».
وللباحث كتاب نشرته صحيفة البيان التي عمل بها ثلاث سنوات بعنوان «أم الإمارات»، إلى جانب العديد من المقالات المنشورة في صحيفة الرؤية والبيان الإماراتية وموقع بيان الاخباري وغيرهما.
وطوال وجوده بالإمارات عمل مراسلاً لإذاعتي القاهرة وصوت العرب والتلفزيون المصري بأبوظبي، قبل أن يعود إلى مصر ليحصل على الماجستير بامتياز حول «العوامل المؤثرة في الأداء المهني للمراسل الإعلامي»، كما عمل الباحث لمدة سنتين كخبير إعلامي في كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة فاروس بالإسكندرية قبل أن يتركها ليتفرغ لرسالة الدكتوراة.
نون – القاهرة – رضا هلال
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية