قالت دراسة لمعهد الحرب والسلام إن روسيا لا تبذل كبير جهد من أجل تجنيب المدنيين السوريين غاراتها التي تشنها، مؤكدة أن أغلب تلك الغارات تستهدف مواقع تابعة للثوار السوريين المعارضين لبشار الأسد وليس لتنظيم الدولة.
ونقلت صحيفة الواشنطن تايمز الأمريكية عن الدراسة أن تقارير من أرض الحدث أشارت إلى أن مقاتلات روسية وطائرات عمودية (هليكوبتر) لم تشن إلا القليل من الهجمات على مواقع تابعة لتنظيم الدولة، وهي الهدف الذي شكل من أجله التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية قبل أكثر من عام.
من جهته، قال اللفتنانت في سلاح الجو الأمريكي الجنرال المتقاعد توماس مكينرني، إن الروس وفي إطار حربهم ضد المعارضة السورية المسلحة فإنهم يقومون بشن المزيد من الهجمات المروعة على المدنيين لغرض ترهيبهم، مبيناً أن العشرات من القنابل غير الموجهة تم إسقاطها على رؤوس المدنيين السوريين.
ويشير إلى أن الحملة الروسية منحت بشار الأسد وجيشه قدرة جديدة على مواصلة عملياته ضد معارضيه.
ويضيف أن “الروس يستخدمون قنابل غبية عدا صواريخ كروز، غير أن الروس لا يهتمون. إنهم يريدون تخويف الجيش السوري الحر وأيضاً تنظيم الدولة”.
تقرير معهد الحرب والسلام جاء مطابقاً لتقارير الإدارة الأمريكية، وتحديداً وزارة الدفاع التي قالت إن الحملة الروسية ومنذ انطلاقتها في الثلاثين من سبتمبر/ أيلول الماضي كانت تهدف إلى تدمير الجماعات المسلحة المدعومة أمريكياً.
ووفقاً للتقرير فإن الضربات الروسية، وبالتنسيق مع القوات السورية على الأرض، تهدف إلى السيطرة على مواقع المتمردين في المناطق الشمالية الغربية من البلاد وفي مدينة حلب.
ولا تستبعد الدراسة أن تكون روسيا مستعدة لإيقاع المزيد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين مقابل تحقيق أهداف عمليتها العسكرية.
وكانت منظمة هيومن رايتس ووتش قد أشارت في تقرير لها هذا الشهر إلى أن الطائرات الروسية ألقت قنابل عنقودية على قرية كفر حلب شمال غرب البلاد.
ويوم الأربعاء الماضي، هاجم الكولونيل ستيف وارن، كبير المتحدثين باسم الجيش الأمريكي في بغداد، الحرب الروسية في سوريا، مؤكداً أن روسيا شنت نحو 140 غارة جوية، بما في ذلك هجمات بالقنابل العنقودية على مدينتي حماة وحمص، أدت إلى تشريد نحو 35 ألف مدني.
وأضاف: “شنت روسيا قصفاً عشوائياً، كانت متهورة، ولا يبدو أنها تجد صعوبة في إلقاء القنابل العنقودية على المدنيين، روسيا ليست مهتمة بمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، إنها مهتمة بالحفاظ على الأسد”.