نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: محادثات الـ11 ساعة في بكين

يبدو أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى الصين لم تحقق أهدافها.. وبتعبير أدق فشلت فشلاً ذريعاً.. فالتصريحات التي جاءت على لسان الرئيس بايدن، والتي وصف فيها الرئيس الصيني بالدكتاتور تؤكد أن الزيارة لم تأتِ بجديد.

كان بايدن يتحدث خلال حفل في شمال كاليفورنيا حول حادث إسقاط المنطاد الصيني، وقال إن السبب الذي جعل شي جين يستاء هو أنه لم يكن يعلم بوجود المنطاد من الأساس، وأن هذا يمثل إحراجا كبيرا للدكتاتوريين يقصد الرئيس الصيني.

وما قاله الرئيس الأمريكي من تصريحات لا يمكن أن نأخذها على أساس أنها من قبيل التصريحات الغريبة التي اعتاد البعض على وصفها بأنها سقطة.. وكان آخر هذه التصريحات العبارة التي قال فيها حمى الله الملكة.. وهي جملة لم يكن لها محل من الإعراب.. وما قاله حول وصول سكان إفريقيا إلى مليار نسمة، في الوقت الذي سجلت فيه القارة هذا التعداد منذ 2009.

تصريحات بايدن لا يمكن اعتبارها على أنها سقطة أو هفوة.. خاصة أنها تأتي بعد يوم واحد من زيارة وزير خارجيته إلى الصين، ولكن يمكن اعتبارها رسالة تكشف عن فشل المحادثات التي أجراها بلينكن هناك.

رد الفعل الصيني حول تصريحات بايدن يؤكد أيضا أن الأوضاع كما هي.. فالسجال الدبلوماسي عاد من جديد، واتهمت الخارجية الصينية الرئيس الأمريكي بممارسة الاستفزاز السياسي، وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية ماونينج إن التعليقات انتهكت بشكل خطير الكرامة السياسية للصين.

لقد فشلت الزيارة التي تجمعت حولها كل الأوصاف.. زيارة كسر الجمود.. ومد الجسور.. وإذابة الجليد.. إنهاء الصراع.. الدفع نحو الحوار.. فتح قنوات الاتصال.. فشلت محادثات الـ11 ساعة في بكين، وهي المحادثات التي كان يعوّل عليها الكثير من السياسيين في فتح صفحة جديدة بين الدولتين.. والآن لا يبقى إلا ما قاله تشين لنظيره الأمريكي بايدن إن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين في أدنى مستوياتها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 79.

والآن على العالم أن ينتظر جولة أخرى من المحادثات، ويجب ألا نغرق في أوهام مجرم الحرب وزير الخارجية الأمريكي الأسبق العاشق للدماء هنري كيسنجر، والذي تحدث بمناسبة بلوغه المئة عن حرب وشيكة بين الصين والولايات المتحدة وعن دمار وخراب ينتظر العالم.

لا أعتقد أن زعماء الدولتين سيذهبان إلى خيار كيسنجر.. لأنهما ببساطة يعملان من أجل استقرار ورفاهية شعوبهما.. وليس من أجل دمار وخراب لن ينجو منه أحد.. علينا أن نتمسك بالأمل من أجل مستقبل أفضل للعالم.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى