كانت ذكرى هزيمة يونيو 67 هذه المرة مختلفة عن السنوات السابقة.. جاءت الذكرى منذ أيام قليلة ونحن في نشوة وفرحة وانتصار.. جاءت الذكرى هذه المرة في ظروف مختلفة وأحداث مفاجئة دفعتنا لنقفز على ذكرى الهزيمة والعار ونزداد يقيناً بأننا لا ننكسر.. قد نمرض ونتعثر.. لكننا أبداً لن نموت.
تجرعنا الهزيمة على أيدي الزعيم الملهم والقائد الذي لا يهزم جمال عبد الناصر الذي خدع الشعب والأمة جميعها، ودخل طرفا في صراعات مع القادة المحيطين به عصفت بنا جميعاً.. الهزيمة كانت مروعة لأن الزعيم الملهم واصل خداعه لنا حتى اللحظات الأخيرة.. ودفع بأحمد سعيد صحاف ذلك العصر ليعلن على الشعب والأمة الانتصار وتحطيم العدو في الوقت الذي تلقت فيه طائراتنا الضربات قبل أن تتحرك من مواقعها.
وقعت مصر– الشعب والبلد- ضحية عبد الناصر ورجاله الذين دفعوا البلاد إلى مصير مجهول.
واليوم في ذكرى الهزيمة ارتفعت جباهنا ونسينا ما فعله عبد الناصر ورجاله، وعشنا ذكريات النصر الذي حققه الرئيس السادات وقيادات الجيش المصري البواسل على رأسهم الفريق سعد الدين الشاذلي رئيس أركان حرب القوات المسلحة في حرب 73 وصاحب خطة المآذن العالية التي زلزلت العدو.
في ذكرى الهزيمة نعيش أجواء النصر بعد أن عرف العدو أن مصر لا يمكن أبداً أن تنكسر وأن الراية يحملها جنود بواسل.. وأن أبناء مصر كلهم عبد المنعم رياض وسعد الدين الشاذلي والجمسي وحسني مبارك وغيرهم من القادة العظام.
في ذكرى الهزيمة هذه المرة ذهبنا إلى الكلمات الخالدة التي قالها الرئيس السادات أمام مجلس الشعب ونسينا أجواء الهزيمة والعار.
في ذكرى الهزيمة دفعتنا الأحداث إلى ذكرى النصر.. لنتذكر كلمات الرجل الذي لم نوفه حقه حياً وميتاً.. في ذكرى الهزيمة ذهبنا إلى الكلمات الخالدة للرئيس العظيم أنور السادات.. نقتبس منها الأمل ونعيش معها الذكرى فقد قال: عاهدت الله وعاهدتكم على أن نثبت للعالم أن نكسة 1967 كانت استثناء في تاريخنا وليست قاعدة، وقد كنت في هذا أصر عن إيمان بأن التاريخ يستوعب (7000) سنة من الحضارة ويستشرف آفاقاً أعلم علم اليقين بأن نضال شعبنا وأمتنا لا يعلو عنها وللوصول إليها وتأكيد قيمها وأحلامها العظمى، عاهدت الله وعاهدتكم على أن جيلنا لن يسلم أعلامه إلى جيل سوف يجيء بعده منكسة أو ذليلة، وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها.. قد تكون مخضبة بالدماء.. لكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية في السماء وقت أن كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة.
والآن أقول للرئيس السادات.. اهنأ في قبرك.. وإلى جنة الخلد أيها القائد العظيم.. ولتعلم أننا سنحافظ على الأعلام عالية خفاقة عزيزة صواريها وأبداً لن ننكسر وسنظل على العهد أوفياء جيلاً بعد جيل.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية