تحت رعاية وزارة الثقافة المصرية نظمت سفارة سلطنة عمان بالقاهرة بالتعاون مع جمعية الصحفيين العمانية الملتقي الصحفي العماني المصري خلال الفترة من 5 إلى 7 يونيو الجاري في متحف الحضارة بالقاهرة بحضور عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية الأسبق ومحمد صابر عرب وزير الثقافة المصري الأسبق وكرم جبر رئيس المجلس الأعلى للإعلام في جمهورية مصر العربية والسفير عبد الله بن صالح الرحبي سفير سلطنة عمان بالقاهرة والدكتور محمد العريمي رئيس جمعية الصحفيين العمانية وخالد البلشي نقيب الصحفيين المصريين وعدد كبير من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين العمانيين والمصريين.
تحدثت الجلسة الافتتاحية الأولى عن العلاقات العمانية المصرية وقال الدكتور محمد صابر عرب وزير الثقافة الأسبق بجهورية مصر العربية، نؤكد على عق العلاقات التاريخية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية، وهذا العامل يشكل عنصر قوة يمكن استثماره في مد الميد من جسور التعاون في الشأن الثقافي بين الجانبين المصري العماني في الفن والأدب والمسرح لاسيما بين الشباب بما يعزز الاستفادة من التجارب الخبرات بينهما .
وأضاف الدكتور محمد الحجري، باحث في الأدب واللغة والتاريخ، لا بد مــــن الاعتداد بالبنية الوثيقة التي تربط سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية حيث استطاعت العلاقات العمانية المصرية في مختلف المجالات أن تؤسس لمستوى هذا المشهد من عمق العلاقة، ويمكننا أن نقول أن التعليم كان له الدور البارز من خلال الجهود التي قدمها المعلمون المصريون في تأسيس النهضة العمانية الحديثة في بدايتها فكانوا السبب في حجم العرفان الذي تحمله النفوس للشعب المصري، واستطاع شعراء البلدين تجسيد تلك العلاقة عبر صور شعرية عميقة في مضمونها، ولذا لابد من التوقف عند الدور العميق للثقافة في تعزيز العلاقات بين البلدين العماني والمصري.
وجد الباحثون المصريون مساحة واسعة وثرية في المجال الثقافي والتاريخي في سلطنة عُمان جديرة بالبحث والدراسة ولذا امتد ذلك الاهتمام ليتجسد في نتاجات علمية وفكرية جسدت ذلك المستوى من العلاقة بين الشعبين.
وقال ابراهيم سلامة، يعد هذا الملتقى امتداد لسلسلة من الندوات التي ناقشت العلاقات العمانية المصرية والتي ساهمت في بحث الجوانب التاريخية المختلفة وكشفت الكثير من الجوانب الهامة التي عمقت تلك العلاقة من خلال إبراز الدور التاريخي للشخصيات التاريخية العمانية والمصرية على مدى العصور حيث ساهم المؤرخون في الشأن التاريخي من الجانب المصري في رصد وتسجيل ونشر المواقف التاريخية بين البلدين ونقله للأجيال الحالية، وما نشهده اليوم في مستوى العلاقة بين عُمان ومصر ما هو الا امتداد طبيعي لذلك الإرث التاريخي بينهما.
وأضاف الدكتور ناصر العتيقي، ساهم الإعلام عبر الأدوار الإعلامية للصحافة العمانية والمصرية في توثيق الكثير من المشاهد التاريخية التي تبادلها البلدين .
كما ساهمت الكتابات والمؤلفات الثقافية بين البلدين في توثيق الكثير من العلاقة والتاريخ الممتد بين عمان ومصر .
ويوصي بأهمية توثيق أعمال جلسات الملتقى وما طرح فيها من معلومات قيمة عبر اصدار يحمل عنوان العلاقات العمانية المصرية.
وفي المحور الاقتصادي تم التأكيد ضرورة تنويع فرص الاستثمار واستغلال الميزات التنافسية لكل دولة خاصة في قطاع السياحة والخدمات واللوجستيات والمعادن، والعمل على تعزيز برامج التعاون المشترك عبر الدفع بإقامة مشاريع استثمارية مشتركة، ودعم القطاع الخاص في البلدين من خلال تسهيل الإجراءات، وأكد المنتدى على ضرورة أن يقف مجلس رجال الأعمال العماني – المصري على التحديات وحلحلة الصعوبات، وايجاد البدائل والخيارات التي من شأنها رفع معدلات فرص الاستثمار وزيادة حجم التبادل التجاري مع الاهتمام بتبادل المعلومات الخاصة بالاقتصاد والاستثمار بين البلدين، مع التأكيد على ضرورة تنمية العلاقات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة بما يتناسب مع تاريخ الدولتين وبما يعكس قوة العلاقات بين القيادتين، وتكثيف برامج الزيادات المشتركة على مستوى الرسمي ومؤسسات القطاع الخاص، ووضع رؤية مشتركة حول الرؤى والتوجهات القابلة للتنفيذ والتي يمكن الاستغلال عليها خلال السنوات الخمس القادمة، وتناول المحور الاقتصادي الكثير من الجوانب المتعلقة برؤية الجهاز في استقطاب الاستثمارات الخارجية ونوعية الاستثمارات المستهدفة، وبناء احتياطات مالية ونقل المعرفة والتكنولوجيا الحديثة إلى سلطنة عمان لخدمة للقطاعات الاستراتيجية فضلا عن بناء علاقات استراتيجية مع الدول التي تستثمر بها سلطنة عمان.
وأكدا المشاركون على أن هناك آفاقا واعدة للعلاقات بين البلدين. وإن الأرقام في الفترة الأخيرة الخاصة بالتبادل التجاري بين البلدين تؤكد ضرورة وأهمية زيادة حجم هذا التعاون، وان حجم الاستثمارات المصرية المباشرة في سلطنة عمان زادت 114% خلال الفترة من 2018 إلى 2022، معظمها في مجال السياحة والإنشاءات.
وتناولت الجلسة الثالثة: التأثير الاعلامي والثقافي على تعزيز العلاقات العمانية المصرية، وناقشت الجلسة تأثير الاعلام والثقافة في توطيد مستوى العلاقة بين البلدين لا سيما في فترة الثمانينيات؛ حيث تمت الاشارة إلى دور أساتذة اللغة والأدب والتاريخ في الإشراف على النتاج الثقافي العماني ومن بينها الموساعات العمانية الأدبية واللغوية التي وجهت إليها القيادة في سلطنة عُمان في تلك الفترة.
وركز المتحدثون من الجانبين العماني والمصري على تجربة الصحافة المصرية وتأثيرها في الاعلام العماني والتي ساهمت في صناعة المشهد الصحفي في سلطنة عُمان، وتأثير العلاقات الاعلامية المتبادلة في نقل الصورة والحدث عبر وسائل الاعلام العمانية والمصرية والتأثير الذي قدمته في دعم تلك العلاقات.
وأشارت الجلسة إلى الاهتمام بالتعليم في ظل النهضة العمانية الحديثة مما ساهم في تبادل الخبرات المعرفية والثقافية بين البلدين مؤكدين على دور الشغف الذي تميز به الطالب العماني في السعي لطلب العلم قاصدًا الجامعات المصرية في مختلف التخصصات والتي من بينها الأدب واللغة والاعلام الأمر الذي قدم نماذج من العمانيين الدارسين في الجامعات المصرية في إثراء المشهد الثقافي العماني من تلك المخرجات.
كما أكدت أن تلك العلاقات الإعلامية الثقافية بين سلطنة عُمان وجمهورية مصر العربية حافظت على مستواها وامتد تأثيرها إلى اليوم وسط تعاون كبير بين الجانبين ويشكل هذا الملتقى أحد ثمار ذلك التعاون.
نون – القاهرة – أحمد عناني
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية