يعتبر المسخ نوع من انواع السخط والعذاب والعقاب الإلهي المنصب على كل من يخالف إرادته جلت قدرته؛ وقد يكون المسخ أما مادي أي يتحول فيها الإنسان من حيث الشكل من شكل إنسان إلى شكل حيوان أو من شكل إلى شكل أقبح فقط تتغير معالم الجسم؛ أو يكون المسخ روحيًا ومعنويًا وذلك عندما تتسم خصائصه الأخلاقية بخصائص الحيوان، وذكر بعض المفسرين أن قوله تعالى {…… أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ …. } الأعراف 179 ؛ يشير إلى هذا الأمر والمعنى ؛ فيكون المسخ تارة مادي وأخرى معنوي.
وكما هو واضح أن عذاب ونقمة المسخ يكون منصبًا على من يخالف الإرادة الإلهية في العديد من الموارد ومنها الذين يأمرون بالسوء؛ حيث قال تعالى: {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ّ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ} الأعراف 165- 166 .
إذ يبين الله تعالى أن الذين أصابهم عذاب المسخ على هيئة القردة هم من كانوا لا ينهون عن السوء ويأمرون به؛ وبطبيعة الحال فأن الأمر بالفحشاء والمنكر كلها عناوين ومصاديق السوء ولعل الكذب والسب والطعن والوقيعة بين الناس ومباهتتهم هي حقيقة الفحشاء والمنكر وأصل وجوهر السوء؛ وهذه كلها منهي عنها فلا الشرع ولا الأخلاق تأمر بذلك؛ ومن يأمر بها ويحب أن تشيع بين الناس فأنه من الذين قد مسخهم الله تعالى أما بمسخ مادي أو بمسخ معنوي.
وما يقوم به القبورية من إشاعة السوء والفحشاء والمنكر من خلال السب والطعن والإفك والافتراء والبهتان وجعل كل ذلك من الدين والعقيدة وأصل شرعي؛ فهذا يجعل منهم محطًا لعذاب الله تعالى فهم وإن لم يمسخوا في حقيقتهم إلى القردة والخنازير لكنهم على الأقل قد مسخوا من الناحية الروحية والمعنوية حيث صفات القردة والخنازير فيهم؛ فمن هو أقبح ممن يطعن بشرف وعرض خير الخلق أجمعين وسيد المرسلين؟؟!! فمن يطعن بعرض وشرف نبيه وينسب ذلك بأنه تشريع من نبيه؟؟!! فهل يجود أسوأ من هكذا مسخ وهكذا عذاب وهكذا نقمة إلهية ؟!…
فكل من يعتقد بأن السب والطعن والبهتان والكذب هو دين وعقيدة فهو ممسوخ وهذا ما أكده المرجع المهندس الصرخي الحسني في بحثه الموسوم [صَـادِقٌ أَمِـيـنٌ خُـلُـقٌ عَـظِـيـم (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ)…لَا يَـدْعُـو لِانْحِطَـاطِ الخُـلُـق؛ سَـبّ هَـتْـك بَهْـت قَـذْف..!!] ولكل من يريد أن يطلع على هذا المورد من البحث؛ يرجى الدخول على الرابط المرفق أدناه :-
https://www.youtube.com/watch?v=3ZD8gXhIrNM
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية