المخاطر مؤكدة وليست متوقعة، لهذا شعر الأوروبيون والأمريكان بأن «الذكاء الاصطناعي المنفلت» سيشكل تأثيراً مدمراً يفوق دمار «هيروشيما» بالقنبلة الذرية!
هكذا قال أحد المشاركين في قمة «مجموعة السبع» التي عقدت في تلك المدينة اليابانية المنكوبة منذ الحرب العالمية الثانية.
وهكذا قال البرلمان الأوروبي وهو يقر تشريعاً ينظم عمل الذكاء الاصطناعي في مرحلته الأولى، وفي الشهر القادم ستكون القراءة الثانية، وبعدها يصبح قانوناً نافذاً، يجعل الإنسان متحكماً في التطبيقات والروبوتات وليس العكس.
وهكذا ينظر «الكونغرس» الأمريكي إلى هذا القادم الجديد، فهو يثير الريبة، وكل المعطيات تقول إنه إذا بدأ الانتشار دون مظلة حماية بشرية سيتحول إلى «غول» لا يمكن السيطرة عليه، ولا يمكن تحجيمه لاحقاً، وأي قوانين تصدر بعد «الانفلات» سيكون مردودها محدوداً.
وهكذا قال سام التمان مبتكر روبوت الدردشة «تشات جي بي تي» خلال جلسة الاستماع في مجلس النواب الأمريكي، والذي دعا إلى إنشاء هيئة لتنظيم عمل ذلك الذكاء القادم إلينا بسرعة لن نتمكن من اللحاق بها مستقبلاً، وبقوة ستفوق قوة البشر لمقدرته على تغذية معلوماته وتحسينها باستمرار وبطاقة غير محدودة، هيئة تنظم وترخص وتراقب، حتى لا يتكرر الخطأ الذي ارتكب مع منصات التواصل الاجتماعي حسب قوله، ما إن أطلقت حتى انحرفت عن مسارها، ثم حاولنا أن نصدر تشريعات لتدارك ما يمكن تداركه، وطالب التمان بأن تكون شركته «أوبن إيه آي» أول الخاضعين لجهة التنظيم؛ لأنها بحاجة إلى رقابة مستقلة.
وعندما يثير الذكاء الاصطناعي الخوف لدى المصنعين، علينا أن نخاف معهم، وأن نقدم الحذر على الاستمتاع، فهذا ليس لعبة يفرح بها رواد المعارض أو الملتقيات العلمية والتقنية، إنه «مدير العالم» الجديد، سيبدأ مطيعاً ملتزماً، يساعد وينجز، مريحاً وهادئاً، وعندما يتمكن سيتحول إلى متسلط مستبد!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية