قال أبو بكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي، إن زيارة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان، لمصر للمرة الأولى منذ توليه السلطة عام 2020، على رأس وفد رفيع المستوى، تلبية لدعوة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تحقق 10 مكاسب اقتصادية لمصر ولعمان وللعرب .
وأوضح أبو بكر الديب أن أهم هذه الفوائد تعزيز العلاقات الثنائية بين القاهرة ومسقط وزيادة التبادل التجاري والاستثماري بينهما وزيادة التبادل التجاري العربي في إطار السوق العربية المشتركة ومناقشة أزمات الإقليم والأوضاع في عدد من دول المنطقة، فضلا عن تطورات الموقف بالنسبة للعلاقات العربية مع إيران.
وذكر أن القاهرة تشهد اليوم زيادة تاريخية للسلطان هيثم بن طارق سلطان عمان وهي الزيادة التي تزيد من قوة وتماسك العلاقات المتنامية بين الدولتين الشقيقتين مصر وعمان ويمكنها مضاعفة التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين .
وقال إن تنشيط التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين سيكون من أولويات زيارة سلطان عمان إلى مصر من خلال توقيع اتفاقيات وبروتوكولات لدعم التعاون الاقتصادي بين الجانبين.
وأوضح «الديب» أنه جاء في بيان صادر عن ديوان البلاط السلطاني اليوم أنه امتدادا للعلاقات التاريخية التي تربط سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية الشقيقة، وتأكيدا على حرص قيادتي البلدين على توثيق تلك الروابط الراسخة بينهما، وتلبية للدعوة الكريمة الموجهة إلى السلطان هيثم بن طارق من أخيه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، يبحث سلطان البلاد كافة جوانب التعاون التي من شأنها أن ترتقي بالعلاقات الثنائية إلى المستويات التي تلبي الغايات المنشودة في جميع المجالات وصولا لنتائج تخدم المصالح المشتركة للبلدين والتشاور والتنسيق بين القيادتين بما يسهم في تعزيز العمل العربي المشترك وبحث مختلف التطوّرات على الساحتين الإقليميّة والدوليّة.
وقال أبو بكر الديب أن مصر وسلطنة عمان ترتبطان بعلاقات دبلوماسية تاريخية متميزة تمتد لأكثر من 50 عاما أرسى دعائمها المغفور له السلطان قابوس بن سعيد إيمانا منه بمكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة.
ولأكثر من 3500 عام أو 4 آلاف سنة – طبقا لبعض الدراسات التاريخية – تمتد العلاقات المصرية العمانية، واليوم ترتبط مصر وسلطنة عمان بعلاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية قوية تقوم على الأخوة والمحبة والدعم والاحترام المتبادل بين الشعبين وقيادتي البلدين الرئيس عبد الفتاح السيسي وأخيه السلطان هيثم بن طارق، واللذان يحرصا دوما علي التشاور والتنسيق المستمر في القضايا الثنائية والإقليمية والدولية وحل الصراعات والنزاعات في المنطقة والسعي لاستقرار العالم العربي والمنطقة وساندت مصر سلطنة عمان في كفاحها لمواجهة الاستعمار البريطاني، فيما اعلنت السلطنة تأييدها لمصر خلال العدوان الثلاثي عام 1965.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن العلاقات العمانية المصرية تشهد دوما دفعات قوية للأمام، بفضل التفاهم والتشاور والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا الثنائية والعربية والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من عمقها التاريخي والحضاري المتجذر.
وأضاف أن الرئيس عبد الفتاح السيسي زار سلطنة عمان مرتين إحداها عام 2018 وكانت محطة مميزة في مسيرة العلاقات الثنائية، فقد كانت الأولى للرئيس السيسي منذ توليه لمنصب الرئاسة في مصر، كما أكدت خصوصية العلاقات بين البلدين، وهناك لقاءات مهمة محفورة في الذاكرة، في أجندة التواصل رفيع المستوى بين البلدين حيث شاركت السلطنة بوفد عالي المستوى في حفل تنصيب الرئيس السيسي.
وأردف أنه في هذا الإطار تلعب الدبلوماسية العمانية والمصرية دورا كبيرا في تقوية هذه العلاقات، حيث يعمل السفير عبد الله بن ناصر الرحبي، سفير سلطنة عمان لدى جمهورية مصر العربية ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية، بكفاءة كبيرة في تنمية العلاقات بين مصر وسلطنة عمان وجعلها متميزة في شتى المجالات الدبلوماسية والسياسية والثقافية والسياحية، كما يحرص على تقوية الروابط الأخوية مع جميع طوائف الشعب المصري، فعلي سبيل المثال لا الحصر زار السفير عبد الله بن ناصر الرحبي المتحف القومي للحضارة المصرية بالفسطاط، لمد جسور التواصل والتعاون الوثيق، مؤكدا في غير مرة أن العلاقات المصرية العمانية تشهد زخما اقتصاديا وسياسيا كبيرا. حيث تمثل البلدان تمثلان محور ارتكاز مهمً على الساحة السياسية العربية والإقليمية.
وأكد أن حجم التبادل التجاري بين مصر وسلطنة عمان يصل لـ 500 مليون دولار، فيما تبلغ حجم الاستثمارات العمانية بالسوق المصرية 77.5 مليون دولار، بينما تبلغ حجم الاستثمارات المصرية بالسوق العمانية 680 مليون دولار، وشاركت مصر والسلطنة في العديد من المناورات العسكرية المشتركة، متوقعا مضاعفتها في ظل العلاقات الاخوية المتميزة بين البلدين.
نون – القاهرة
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية