بعض الأشخاص، من المحبين لكل ما هو جديد، الذين يتفاخرون بأنهم منفتحون على التقنيات الحديثة، من إذا تحدثوا تعتقد أنهم «مخلوقات فضائية» وليسوا بشراً.
فما بين الكلمة وأختها يستخدمون كلمات لا تعرف شيئاً عن مصدرها، فما بالك بمعناها؟ يلوكون ألسنتهم، ويتوّهون من لا يتوه، هؤلاء يعتقدون بأن هناك خلافاً بيني وبين الذكاء الاصطناعي، وربما عداوة، فاتصلوا، وتواصلوا بعد أن كتبت عن المخاطر المحدقة بالبشرية إذا ترك «الحبل على الغارب» كما يقولون في الأمثال، وظنوا أنني قد أكون حاقداً على «روبوت» ذكي، وأريد أن أنتقم منه، فدافعوا، واندفعوا بلا هوادة.
أعطوني دروساً في معنى الذكاء الاصطناعي، والخدمات التي يمكن أن تقدمها «الروبوتات» للإنسان، وهي خدمات جليلة وعظيمة لا يمكن أن تقارن بالسلبيات التي قد تظهر في المستقبل، وهي في الغالب ستكون بسيطة، ويمكن حلها بكل سهولة كما يتصورون، فالخبراء يرصدون، والعلماء يخترعون، والتطبيقات قابلة للتعديل إلى ما لا نهاية.
ولهم، ولغيرهم، أقول لكم، وللمرة الثانية، إنني لا أعرف عن الذكاء الاصطناعي إلا ما سمعته أو قرأته عنه، فرأيت الشك يراود من يعرفون ويعلمون الظاهر والباطن، أهل الاختصاص، من ينظرون إلى أبعد من البقعة التي يقفون عليها، إلى مرحلة قد تقلب الموازين، وتجعل من هذه اللعبة التي نفرح بها اليوم وحشاً كاسراً، فالتطبيق ليس برمجة وتسهيل إجراءات، والروبوت ليس وسيلة تسلية يوضع عند مدخل جناح في معرض، أو على منصة يخاطب من فوقها الجمهور، والكل يصفق له!
هناك قلق، في العالم كله، بدأت الأصوات تعلو، وبدأت الخطوات العملية تتخذ، تداركاً لما تخبئه الأيام، وخاصة في الدول المتقدمة، وفي مقدمتها الولايات المتحدة وأوروبا، ولأننا في دولة متقدمة، وفي جميع المجالات، وأولها مجالات العلم والابتكار واستقطاب الكفاءات من العلماء والخبراء، ووصلنا إلى مستويات نفخر بها، لأننا كذلك لا بد من أن نقلق ونحتاط، فهذه الولايات المتحدة تعلن تعاونها مع «قراصنة» الكمبيوتر والتقنيات الحديثة لاكتشاف ثغرات الذكاء الاصطناعي ووضع الحلول لهذه العيوب.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية