- أهم الأخباراخترنا لكنون والقلم

سامي أبو العز يكتب: المقاطعة الحل الأمثل لمواجهة الغلاء

الغلاء حديث الصباح والمساء والقاسم المشترك لكل حوارات المصريين في كافة المحافل نظرا لتلك القفزات الرهيبة في الأسعار لجميع السلع ما يتصل منها بـ الدولار صاحب اللعنات أو الغير متصل به، فطال الغلاء الأسماك في البحار وحتى حزم الفجل والجرجير.

أخبار ذات صلة

بعيدا عن فشل حماية المستهلك والأجهزة المعنية المنوط بها مكافحة الغلاء والتصدي لجشع التجار وأصحاب المحلات فإننا مطالبون أن نستخدم أفضل الأسلحة المجربة على جميع المستويات بجميع دول العالم في أوقات السلم والحرب وهو أسلوب المقاطعة.

نعم مقاطعة السلع المغالى فيها خاصة اللحوم التي تنذر بالوصول إلى 500 جنيه للكيلو مع قدوم عيد الأضحى المبارك مرورا بالدواجن والطيور وغيرها، ونرى أنه في ظل هذا الغلاء باتت الأضحية «لمن استطاع إليه سبيلا»، نظرا لضيق ذات اليد والأحوال الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد ويتذوق مرارتها عباد الله في صبر منقطع النظير، متعلقة أبصارهم بالسماء فقد ضاقت على أضلعهم الأرض، لكن أبواب السماء مفتوحة والله بصير بالعباد.

المقاطعة تعنى تقليل الاستهلاك للحد الذي يسمح بالحياة، البعض سيرد نحن وصلنا إلى هذا المعيار من فترة.. وأجيب أن الهدف هو مقاطعة ما كان في الإمكان وبات حلما، فالاستغناء هنا بات إكرام للنفس رغم حرمانها وإشباع لقوة الذات في مواجهة الأزمات، فكل ما لا يقتلني يقويني.

غياب الدولة عن ضبط الأسواق جعلها بورصة لضعاف النفوس الذين لا يتاجرون فقط فيما يمتلكون من سلع وخدمات، وإنما يوجهون سهامهم القاتلة للدولة من ناحية وخناجرهم المسمومة لأجساد نحيلة هزمها الجوع والمرض وقلة الحيلة.

لابد أن تعود الأسرة المصرية إلى قوتها الناعمة المؤثرة، فسيدات المنازل وربات البيوت وخصوصا كبار السن واجهوا ظروفا أصعب من ذلك خلال سنواتهم الأولى ومازال العديد منهم يتذكرون يوم «جرد الثلاجة» أو بقايا الطعام وغيرها من المسميات لتوفير وجبة وتفويت يوم صعب من الأيام الثقال التي أحنت ظهور الرجال الذين بات الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية أمر مستحيل.

الأمر ليس متأخرا قاطعوهم يرحمكم الله.. قاطعوا كل تاجر متجبر.. قاطعوا أصحاب النفوس المريضة والمتربحون على أرواح الشعب.. صدقوني إذا نجحت المقاطعة ستتحول إلى أسلوب حياة وستكون درسا قاسيا لكل من يتلاعب بقوت الشعب وسوف تكون حدا فاصلا وسيفا قاطعا على رقاب القطط السمان التي ترتوي من دماء الغلابة والمساكين ومن لا حول ولا قوة لهم.

الأمر يحتاج إلى تبني حملة شعبية لمقاطعة كل ما غلي ثمنه دون وجه حق، نعم نحن في حاجة إلى حملة وطنية منظمة فرغم ضيق الوقت الأمر ليس متأخرا، لنبدأ الآن بأنفسنا كل مسؤول عن نفسه وأسرته.. أن نبدأ متأخرين خيرا من أنا لا نبدأ، فمواجهة الحيتان أفضل لنا من انتظارها لتفترس الأخضر واليابس.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى