تفصلنا 48 ساعة عن يوم الحسم التركي، حيث تجري أهم انتخابات تمر بها هذه الدولة المحورية، فالصراع بين الحزب الحاكم بقيادة أردوغان والمعارضة بزعامة «كليتشدار» محتدم، والنتائج قد لا تحسم بنسب كبيرة وفارقة.
الكل يترقب، فالكل له مصلحة مع أحد الطرفين، لعدة أسباب، أهمها الدور التركي الذي برز خلال فترة حكم أردوغان، سواء عندما كان رئيساً للوزراء، أو وهو رئيس يحكم منذ تعديل الدستور، وهي فترة أثارت الكثير من اللغط، وصنعت عداوات لتركيا مع الجيران ودول المنطقة العربية.
وفي الوقت نفسه أنتجت الميول والانتماء العقائدي للحزب الحاكم صداقات مع حكومات دول أخرى، ومع تنظيمات وميليشيات في دول مزقتها الصراعات الداخلية، حتى أصبحت تركيا في سنوات ما بعد 2011 لاعباً فاعلاً في منطقة جغرافية لم تتحمل أعباءها، وعاشت في السنوات الأخيرة أزمات مع الأصدقاء والحلفاء، حتى تدارك أردوغان الأمر، وحاول إصلاح الأمور، وفتح قنوات جديدة أدت إلى «رأب الصدع».
وتمت مصالحات خففت من الاحتقان السياسي الناتج عن الاندفاع خلف أفكار لم تجلب غير التراجع إلى الخلف، وكان ذلك تصرفاً حكيماً أعاد تركيا إلى مسارها الصحيح، واستقرت أمورها، ونما اقتصادها، وتوقف تدهور عملتها.
وفي المقابل يترقب الجميع ذلك القادم الجديد، والذي قد يفوز في انتخابات بعد غد، فلا أحد يضمن صناديق الاقتراع أو يتحكم في توجهات المصوّتين، ومع الترقب يتسرب التخوف، فليس من مصلحة الجيران الذين يحيطون بتركيا أن يحدث صدام داخلي بين القوى السياسية، وليس من مصلحة الغرب الذي يرتبط من خلال تركيا بآسيا، وهي عضو فاعل في حلف الناتو، وعلى علاقة قوية بفضل أردوغان بروسيا والصين، وكل هؤلاء ربما يخشون أن تفقد تركيا المقدرة على الإمساك بخيوط الشد والجذب مع الجميع إذا لم يفز أردوغان.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية