في أمسية جديدة من أمسيات ملتقى الشربيني الثقافي -بفرعه في شبين القناطر- يناقش نقاد وكتاب ومبدعون أحدث ما نشرته المطابع في ساحة النقد، وهو كتاب خباء النقد والشعر معلقة امريء القيس الشروح – البلاغة – الحجاج لمؤلفة الناقد والكاتب د.محمد عبد الباسط عيد .وذلك يوم الخميس المقبل الموافق 27 ابريل. ومن المقرر ان يناقش الكتاب كل من الشاعر والناقد د.محمد السيد اسماعيل وهو من ابرز اركان الملتقى ، الذي يستضيف لأول مرة الاستاذ الدكتور سعيد شوقى وهو صاحب سيرة ذاتية مهمة وملهمة في آن واحد لكل من يحاول ان يجعل الابداع والنقد تاجًا على راسه وقلادة في صدرة وجوهرة في عقلة .
الدكتور سعيد شوقي استاذ الأدب والنقد الحديث والادب المقارن بقسم اللغة العربية وآدابها بآداب المنوفية ورئيس قسم اللغة العربية وآدابها
وله من الكتب المنشورة خمسة كتب هي توظيف التراث في تراث نجيب محفوظ ، وبناءالمفارقة في المسرحية الشعرية ، والادب المقارن من الأطر النظرية إلى الدراسات النصية وتنظير المصطلح وقضاياه :التجريب -التزامن -التعاقب -، والتجريب الأدبي بين ممارسة الإبداع وتنظير النقد ، ومسرحيتا الأميرة تنتظر والعاصفة لشيكسبير دراسة مقارنة.
كما ان الدكتور شوقي اجري دراسة لمعلقة امريء القيس قراءة تفكيكية تأويلية هذا بخلاف العديد من الدراسات الاخري المنشورة .ومن المتوقع ان يحدث خلال جلسة الملتقى سجال علمي ونقاش فكري حول وجهتي النظر اللتين انطلقت منهما الدراستين اللتين اعدهما الدكتور محمد عبد الباسط عيد والدكتور محمد عبد الباسط عيد ، بمشاركة الناقد والشاعر د.محمد السيد اسماعيل الملقب بناقد الشعب
نصف دستة كتب توجت بـ«الخباء»
كتاب خباء النقد والشعر الصادر عن دار العين هذا العام هو الكتاب السادس في مسيرة الدكتور محمد عبد الباسط ..وهو أكاديمي مصري ..من محافظة القليوبية ،ينحدر من اصول ريفية في قرية كفر طحا . حصل على الدكتوراة في عام 2008 من جامعة القاهرة ، في تخصص بلاغة الخطاب ومنها ايضا حصل على الماجستير في الدراسات الاسلوبية عام 2003 وهو كاتب مقال اسبوعي بموقع مصراوي ومقال نصف شهري في موقع مصر 360 ومقال شهري بمجلة الثقافة الجديدة .
كتبه السابق صدورها هي : النص والخطاب قراءة في علوم القرآن.
-بلاغة الخطاب قراءة في شعرية المديح.
– في حجاج النص الشعري.
-التراث السردي قراءة في الرواية العربية الجديدة.
-الخطاب النقدي ..التراث والتأويل.
-شعر البهاء زهير .دراسة اسلوبية
وله قيد الطبع كتاب بعنوان بلاغة الاستمالة قراءة في إيتوس طه حسين ووصل كتابه الخطاب النقدي .. التراث والتأويل للقائمة الطويلة بجائزة الشيخ زايد عام 2018.
ماوراء امريء القيس؟!
من جانبه قال الكاتب الصحفي محمود الشربيني ان اسم الرجل امريء القيس يبدو للوهله الاولى – من جانبي على الأقل – يبدو عجيبًا ، يوحي لي بأن عالما من الاساطير يوحي به الاسم .مضيفًا انه قاسم مشترك عظيم في كثير من النقاشات التي تتناول الشعر العربي الفصيح ..وبصفة خاصة شعر المعلقات.ورغم إنني لست متخصصا في الشعر ..لكني كنت انصت دوما للشعراء الذين كانوا يتحدثون عن شعر امريء القيس.. حتي احببته من حديثهم عنه.
– كتاب محمد عبد الباسط يقع في 262صفحة من بينها 6صفحات خصصها لثبت المصادر والمراجع .باللغتين العربية والانجليزية.
وهو عبارة عن ثلاثة فصول اولها وهو العقل النقدي حول المعلقة وهو يضم مبحثين ، ومن بين مايتضمنه هذا المبحث حديث عن تعدد روايات المعلقة وحكايتيها الاولى وهي مقتل جُحْر الملك والثانية دارة جُلجُل والثاني وهو يتضمن سؤال المنهج في قراءات المحدثين وينتهي بخلاصات الكاتب
والفصل الثاني وعنوانه البلاغة و الحجاج والثالث وهو بعنوان المعلقة ..قراءة في استراتيجيات الحجاج وفيه مبحثين اولهما جدارية امرؤ القيس وبها ستة لوحات اولها الاطلال وآخرها السَّيل والمبحث الثاني عن ظاهر النص وعالمه .
– نحن امام كتاب متخصص جدا ، لكننا لانسعي في الملتقى لنأخذ جائزة عن مناقشته ، بل نسعي لنأخذ جائزة من مناقشته وهي فك طلاسمه واحاجيه وشيفراته والاستفادة من مواقفها وذكريات امرؤ القيس .
مولع بامريء القيس .. وتلك أسبابي
في مقدمته البديعة يكشف الدكتور محمد عبد الباسط اسباب ولعه بالمُعَلّقة وهدفه من هذه القراءة الجديدة فيشير الى ان العرب لم يعرفوا من الشعر ماهو أشهر من المعلقات ، ولا يقدمون على امريء القيس ومعلقته شاعرا اخر ، ويقول نصا:”هو عند القدماء الشاعر الذي عبّد طريق الشعر فحدد سبله واشعل خياله وأنار درب السالكين فيه وهو عند المحدثين الشاعر الذي منح عالم الصحراء طاقة الترميز الفنية الهائلة ، فانتقل بها من نثرية العدم إلى خلود الشعر وحيويته ، فلم تعد الأطلال بقايا أماكن غادرها أصحابها ولم يعد رحيل الأحبّة حدثا عاديًا تطويه الرمال ، ولم يعد الفرس مجرد مجرد حيوان ينتقل به الانسان من مكان إلى مكان آخر في الصحراء.
ويشير د.عبدالباسط الى انه على مر العصور حاول الطامحون والحالمون من اجيال مختلفة الاقتراب من خباء الشعر او المخبوء في الشعر من جمال ، او بلغة العاديين «المستخبي» واجتياز ماحوله من اسوار ومتاريس كي يظفروا مثل امريء القيس بـ«بيضة الخدر»..أو كما يقولون بيضة القفص .. بكل ماتعنية من فوز بجائزة ثمينة ، وهي كشف مكامن الجمال المخبوء في الشعر
ويتساءل د.محمد عبد الباسط ولماذا لا نحاول باساليب مختلفة الاقتراب من شعر امرؤ القيس ، والشعر هو ارثنا الخالد وعلى كل جيل نقدي ان يعيد النظر فيه .
هدفان رئيسيان لهذه القراءة
ويوضح أن هذه القراءة لها هدفان اولهما يتصل بالفضاء المعرفي لحقل نقد النقد ، «فقد حاولنا هنا محاورة شُرّاح إمريء القيس ونقاده».
والثاني هو تقديم مقاربة تأويلية من منظور حجاجي لمعلقة امريء القيس ،بما هي خطاب جمالي قابل للتفتح والوجود في الحاضر وسنقترب بتقدير ومحبة من عقل هذا الشاعر وهو يفكر ويحلم ويتساءل محاججا حول الذكريات والزمان والمكان والحب والموت والولادة والمصير.
ويضيف الدكتور عيد مخاطبا قارئه : معلقة امريء القيس جدارية نقدية ممتدة تتسع باتساع الانشغال النقدي العربي التراثي والمعاصر معا وقراءة خطوط هذه الجدارية الخصبة تضع ايدينا على شريحة مكثفة نتابع على صفحتها تطور العقل النقدي العربي …ولقد تخففت ماستطعت من كل مامن شأنه أن يبعدك عن المتابعة ويصدك عنها فلم تكن الغاية هنا أن احيطك علما بالحجاج وآلياته وخطاطاته وتياراته ، والغاية أن استميلك إلى عالم هذه القصيدة ، فالاستمالة هي مقصد كل حجاج ، والغاية هي ان نستعيد مرة اخري الوظيفة الجليلة للنقد وهى متعة الكشف والتذوق ومشاركة النقد .
نون – القاهرة
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية