نون والقلم

محمد يوسف يكتب: هلال العيد

هي عادة سنوية، اعتدنا عليها، ولا نريد أن نتخلص منها، ما إن تبدأ العشر الأواخر، إلا ويخرج علينا من يعلم ومن لا يعلم، كل واحد منهم يدلي بدلوه، هذا يعود إلى تقويم فلان، وذلك يستشهد بأقوال علان، والثالث يستنتج من صورة القمر خلال رمضان، متى ولد ومتى اكتمل، وكيف تحولت مسيرته إلى النقصان، حتى نصل إلى الأيام الثلاثة الأخيرة، ليخرج علينا المنادون «هل العيد الجمعة أو السبت؟»!

في السابق، قبل أن يصلنا علم أهل الفلك، كنا نتقبل الإرباك والاختلاف إلى درجة التنافر، وقد مررنا في بعض السنين قبل 40 عاماً أو يزيد قليلاً، بحالات نادرة، في رؤية هلال الصوم أو هلال الفطر، وأذكر الإعلان عن رمضان في إحدى السنوات بعد منتصف الليل، حيث لا إذاعة ولا تلفزيون ولا «مسحر» جاهز، وقامت دوريات الشرطة و«القوافل الثقافية»، بإبلاغ الناس عبر مكبرات الصوت.

وكان الكبار الذين سبقونا يتحدثون عن إعلان العيد بعد «ضحى» يوم العيد في إحدى السنوات، وفي عام 1976، لم أشهد عيد الأضحى الذي تغير موعده ثلاث مرات منذ الأول من ذي الحجة، وكنت في دولة مغاربية رفضت التعديل الأخير لوقفة عرفات والعيد، وصادف سفرنا من تلك الدولة في اليوم الذي يسبق العيد عندهم، بينما كان ذلك اليوم عيداً في أغلب البلاد العربية، وكانت الطائرات في ذلك الوقت، مثل باصات «النقل العام»، فخرجنا من هناك ظهراً، ومررنا بمحطتين، ووصلنا القاهرة ليلاً، وكان عيدهم قد مضى!

اليوم، نحن في حال أفضل، لدينا علم، ولدينا مراكز متخصصة لرصد الفلك، ولدينا أهل اختصاص، فما بالنا لا نزال في نفس الدائرة، نترك «الجاهل» و«المهرج» يتلاعبون بنا في وسائل التواصل، ويتركون الناس في حيرة أشد من الحيرة التي كانت قبل اختراع هذه الوسائل، والسبب أننا نرفض الاعتراف بالعلم في حالة «الرؤية»، ونصر على أن الرؤية للهلال، يجب أن تكون بالعين المجردة، رغم أن استخدام «المكبرات» والمراصد تتم بالعين المجردة.

بعيداً عن اللغط والعادة السنوية التي يبدو أننا نستمتع بها، وبعد ثبوت الرؤية، أقول لكم: «عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى