نون والقلم

مصطفى عبد العظيم يكتب: مصر والسودان والسيناريوهات الخبيثة

المراقب للأحداث التي شهدتها المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية على حدود مصر الشمالية والشرقية والغربية من الإرهاب في سيناء وصراع الغاز وترسيم الحدود في المتوسط وخط سرت الجفرة في ليبيا وما صاحبها من تهديد مباشر لأمن مصر.. لا يمكنه أن يفصل بين ما يحدث حالياً في السودان من صراع يبدو داخلياً في ظاهرة، عن الأحداث سابقة الذكر، لما قد يشكله من تهديد مباشر جديد لأمن مصر، لكن هذه المرة من الحدود الجنوبية.

أخبار ذات صلة

التطورات الأخيرة في السودان من وجهة نظري كانت متوقعة وربما مخطط لها لزعزعة أمن واستقرار السودان الذي لا ينفصل بديهياً عن أمن واستقرار مصر.

ولا استبعد أن ما حدث في الأشهر الأخيرة من تهيج في الداخل السوداني ضد مصر من قبل حفنة محددة كان هدفه الرئيسي إحداث وقيعة بين الأشقاء وتسخين الجبهة الجنوبية تمهيدا لما هو مخطط له، وربما يكون ما حدث من شحن جماهيري خارج عن نطاق الروح الرياضية في مباراتي الأهلي والهلال مرتبط بهذا السيناريو الخبيث.

لهذا أجزم ان الموقف المتزن لمصر أمام ما يحدث في السودان، والذي قد يراه البعض سلبيا، يوحي بالنسبة لي إدراكاً واعياً من قبل قيادتنا للمشهد بكافة أبعاده ومآلاته ومأربه، التي ربما يكون من بينها تأزيم العلاقات بين الأخوة من شعبي وادي النيل والوصول بها إلى نقطة اللاعودة لصالح أطراف أخرى هدفها مواصلة إغراق المنطقة وتحديدا دولنا العربية في حروب وصراعات تأكل معها الأخضر واليابس، لا سيما بعد التحول في العلاقات مع واليمن وسوريا وإيران وتركيا والاتجاه إلى تصفير مشاكل المنطقة.

ولا شك ان ما حدث لجنودنا المتواجدين في مطار مروي كان هدفه الأول استنفار الجيش المصري للتدخل بقوته الغاشمة التي لا تخفى على قريب أو بعيد لاستعادة جنوده من خلال القيام بعمل عسكري متسرع، لكن المفاجأة في اعتقادي كانت في ردة الفعل المتأنية والحكيمة التي لم يكن يتوقعها كاتب السيناريو الخبيث.

فالقيادة المصرية تدرك تماماّ أن من قام بهذا الفعل أجبن من يقوم بتصرف أحمق يعلم كل اليقين أنه سيفتح عليه وابلاً من نار جهنم، وثقة منها في أن جنودها سيرجعون إلى أحضان الوطن بأمان، طال الزمن أو قصر.

لهذا كلي ثقة في قدرة مصر على اجهاض السيناريوهات الخبيثة التي باتت مفضوحة للجميع، كما فعلت في جبهات الشرق والغرب والشمال، وأن ترسم خطاً أحمراً جديداً إذا تطلب الأمر ذلك.

وأخيرا كل الدعوات المخلصة لأهلنا في السودان الشعب الذي لا يضاهيه شعب آخر في الطيبة والشهامة أن يبعد عنه الفتن وأن يعيد إليه الأمن والأمان والاستقرار بأسرع وقت.

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى