اخترنا لكدنيا ودين

أخلاقنا.. رضا هلال يكتب: الصيام وزكاة الفطر صنوان (27)

قبل ختام شهر الصيام.. هل وصلت مرادك؟ هل بلغت هدفك؟ هل حققت أحلامك؟ هل استفدت؟ هل أنت راض عن صيامك؟ هل نفذت ما أمرت به؟ هل استطعت أن تصوم بحسب المعايير والمقاييس الربانية؟ هل نجحت في مهمتك؟ التي امتدت على مدار الشهر، من صيام (وهو الامتناع عن الأكل والشرب والجنس) والصوم (وهو الامتناع عن المحرمات من لهو ولغو ورفث وانصراف عن الحرام من مال وخلافه، وأعطيت أصحاب الحقوق حقوقهم، ولم تظلم ولم تفسق، ولم تغتب احد، ولم تقع في براثن النميمة وكافة الأمراض القلبية واللسانية، وغيرها الكثير من الرزايا المعنوية).

عندما صمت، هل صام سمعك وبصرك ورجلك؟

ما موقفك من تأدية فريضة كبرى كزكاة الفطر؟ ونحن في هذه الأيام مع أكبر تطهير وتزكية للنفس، مع زكاة الفطر، التي تقوم فلسفتها على أنها تطهير على التطهير، وتزكية على التزكية، فأنت على مدار الشهر تعمل على تطهير وتزكية روحك ونفسك من متعلقات الدنيا وانحطاطاتها، تأتي زكاة الفطر لمعالجة البقية الباقية أو الشوائب العالقة في ذاتك ونفسك، فنحن جميعا بحاجة ماسة لأن نؤكد على مواصلة وتأكيد السمو الروحي، الذي نعمل على الوصول له كونه هو الهدف من الصيام «لعلكم تتقون».

عند إخراجك لزكاة الفطر فأنت تغالب شيطانك، وتكبح جماح شهوتك للمال، كون هذه الفريضة على جميع المسلمين، فقيرهم، كما هي على غنيهم، فلا يعفى منها أحد حتى من يتلقونها فهي زكاة صيام، لا زكاة مال.

وكان التعبير النبوي عنها أنها طهارة للصائم من اي درن يكون قد أصابه، وما قاله الله تعالى، خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، وهذا فرغم أنه في عموم الزكاة، ألا أنه ينطبق تمام علي زكاة الفطر، مرضاة الرب.

زكاة الفطر:

عند خط النهاية نقف ونتحسس خطواتنا، ونراجع الحسابات، ففي المراجعة وفوق أنه تصحيح وعلاج لخلل فهي عبادة عظيمة، وتعمل على تصحيح المسار.

زكاةُ الفِطْرِ مِن العِباداتِ الَّتي مَنَّ اللهُ سبحانه وتعالى بها علَينا؛ طُهرةً وكفَّارةً لِما قد يقعُ للصَّائمِ مِن نُقصانٍ «- فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ »

زكاةُ الفِطْرِ مِن العِباداتِ الَّتي لها وقتٌ مُحدَّدٌ تُؤدَّى فيه،  حيثُ يقولُ ابنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: فرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم زكاةَ الفطْرِ «طُهْرَةً للصَّائمِ»، أي: تُطهِّرُه «مِن اللَّغوِ»، يَعني: مِن الكلامِ الباطِلِ، «والرَّفَثِ»، وهو القوْلُ الفاحِشُ، وتَكونُ «طُعمَةً للمَساكينِ»، أي: إطعامًا للفُقراءِ، «مَن أدَّاها» وأخرَجَها إلى مَن يستحِقُّها قبْلَ صلاةِ العيدِ «فهي زكاةٌ مَقبولةٌ»، ويُثابُ عليها، «ومَن أدَّاها» بعد صلاةِ العيدِ «فهي صدَقةٌ مِن الصَّدقاتِ» وليسَت بزكاةِ فِطْرٍ، وزكاةُ الفِطْرِ يُخرِجُها الغَنيُّ والفقيرُ الذي عنده ما يَفيضُ عن قُوتِ يومِه وليلتِه، عن نفْسِه وعمَّن يَعولُهم؛ لأنَّ سبَبَها الصَّومُ وليستْ كالزَّكاةِ السَّنَويَّةِ.

وللحديث صلة غدا بمشيئة الله تعالى

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى