كل عام وأنتم بخير.. اقترب الشهر الكريم على الانتهاء.. يأتي ويذهب سريعا بروحانياته.
فقد اقترب شهر رمضان شهر الصيام على وداعنا شهر الرحمة والمغفرة.. شهر به ليله خير من ألف شهر.. مر الشهر بسرعة كعادته ونحتفل في نهاية الأسبوع بعيد الفطر المبارك.. ونودع شهر العبادة والرحمة والمغفرة والتراحم والتلاحم.
وفي كل عام نتعلم دروسا جديدة من هذا الشهر الفضيل، سواء على المستوى الشخصي أو على مستوى المجتمع، وهذه الدروس مرتبطة بظروف تحيط بنا ظروف نصنعها بأيدينا وأخرى تفرض علينا مع حلول هذا الشهر الكريم علينا وعلى العالم الإسلامي.
فقد أجبرت الأزمة الاقتصادية المصريين على التخلي عن بعض العادات السيئة التي كانت تتم في هذا الشهر، وهو البذخ والإسراف في الطعام والشراب واضطرت الأسر إلى الاقتصاد في كل شيء حتى تحافظ على عاداتها الرمضانية المتوارثة عبر الأجيال ومنها عادات التفاخر بالطعام.
واعتقد أن هذه الأزمة لو استمرت سنوات أخرى سوف تعلم المصريين الاقتصاد أكثر في حياتهم، حتى تتوقف ظاهرة البذخ التي كنا نعيش فيها في السنوات الماضية.. وكانت تخرج علينا الأصوات والفتاوى التي تطالب المصريين بالتوفير بعد أن كان تلقى كميات كبيرة من فائض الطعام في القمامة.
فدرس هذا العام كان الاقتصاد في الطعام بسبب غلاء الأسعار الذي ألهب المصريين وشعوب العالم بسبب الأزمة العالمية، واجبر المصريين على الاقتصاد في طعامهم وملبسهم حتى تقلصت العزومات العائلية التي كانت تتم بصورة كبيرة وبقي شيء واحد هو موائد رمضان وإن كان قل عددها عن الأعوام التي سبقت وباء كورونا.
فشهر رمضان ليس فقط شهرا للعبادة، وليس شهرا لنرتقي فيه بأخلاقنا ونتراحم فيما بيننا، ولكنه شهر يعطينا دروسا في مختلف مناحي الحياة وعلى رأسها معالجة أوضاعنا الاقتصادية على مستوى الأسرة الصغيرة، فنحن على بعد أيام قليلة من عيد الفطر المبارك، وكنا قبل كورونا نجد الشوارع التجارية تزدحم من منتصف شهر رمضان لشراء ملابس العيد، وهو الأمر الذي افتقدناه هذا العام وبجولة بسيطة في هذه الشوارع ستجد أن حركة البيع والشراء للملابس أقل من الأعوام الماضية بكثير.
لقد أراد الله أن نمر بهذه الظروف وأن تشتعل حرب بين روسيا والغرب على الأراضي الأوكرانية بعد أعوام من العزلة، بسبب وباء كورونا، وهي ظروف ليس لنا فيها ناقة ولا جمل، ولكنها فرضت علينا وأصبحنا أكثر شعوب الأرض تضررا منها، وجاء الشهر الكريم ليتعلم المصريون درس الاقتصاد في حياتهم.
ولا يبقى أمامنا إلا الدعاء أن يرفع الله عنا هذه الغمة وأن يعم الخير والسلام على العالم كله.. وأن يعيد هذا الشهر الكريم ونكون في أفضل حال.. وكل عام وحضراتكم بخير.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية