اخترنا لكدنيا ودين

أخلاقنا.. رضا هلال يكتب: الصيام بين الأمل والرجاء (21)

أما وقد اختصنا الله بفضله وأبلغنا أيام الأمل والرجاء، ورمضان كله أمل ورجاء ولكن في العشر الأواخر منه أكثر أملا وأوسع رجاء، وفي وترية الليالي يقترب منا الأمل ليعانق أرواحنا، ويتغلغل في نفوسنا، ويملؤنا الرجاء فيما عند الله تعالى من خير عميم.

فكلنا أمل في الله ان يغفر لنا الذنوب، ويكفر السيئات، وان يشملنا بعفوه ومغفرته، وأملنا أن نكون من أهل الصيام، والقيام وقراءة القرآن الكريم والمتدبرين في كلامه وأحكامه، وكلنا أمل أن يكون صيامنا فيه كصيام رسول الله صل الله عليه وسلم.

ولنحظى بمساحة كبيرة أن يكون أملنا في الله كبيرا بقبول الصيام والطاعات والأعمال الصالحة، علينا أن يكون هذا الأمل ثقة فيما عند الله تعالى، فنحن قد عقدنا النية على الصيام خالصا مخلصا لله تعالي، وأطبنا مرقدنا ومطعمنا، فلا يدخل فيه حرام ولا ربا قط.

وأن تصوم قلوبنا كما تصوم جوارحنا، فلا نحرم أنفسنا من الحلال لنقتل الأمل بداخلنا بحرام سواء كان عبارة عن كسب من حرام، أو فاحش قول أو فعل، أو غيبة ونميمة أو إيذاء بشر.

علينا أن نقوي عقيدة الأمل بالله في قلوبنا ونفوسنا، فلقد أتى هذا الشهر في الأساس ليقول للصائمين: ﴿إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[الأعراف:56]، وليغتسل العاصي من أدران الذنوب والخطايا بماء التوبة الطاهر النقي.

فنحن قد بلغنا العشر المرادة، بلغنا الفرصة، بلغنا الأمل، رزقنا الله أعظم المنن، فعلينا الا نضيعها.

فكما ملأ نفوسنا الأمل فقد ملأ قلوبنا الرجاء أن ننال عفو الله في ليالي العفو وهي ليال عنوانها «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا».

ومن كمال وتمام إسلام العبد أن يمتلأ قلبه بالرجاء، فمن لا يرجو عفو ربه، ويترجى رضاه، ويعيش بين الأمل والرجاء، فليراجع نفسه وقلبه ويتحسن عقيدته فورا.

فلا تضيع لحظة في العشر الأواخر بغير طاعة أو ذكر وتعبد، ولا تجعل لرجائك في عفو الله حداً فعفو الله تعالي ليس له قيود، وما ذلك علي الله بعزيز.

فنعم الصيام صيام رسول الله، ونعم القيام قيام رسول الله، ونعم الدعاء دعاء رسول الله، ونعم الرجاء رجاء رسول الله، ونعم العمل عمل تأسي صاحبه بسنة رسول الله صل الله عليه وسلم. فاللهم كلنا أمل ورجاء أن تشملنا بعفوك وغفرانك وأن تتنزل علينا رحماتك وفضلك، وأن تكتبنا من الفائزين السعداء، وتجعل لنا من الشهر الفضيل حظا ونصيبا.

وللحديث صلة غدا بمشيئة الله تعالى

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

Back to top button