الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي للسعودية في الساعات الأولى من صباح الاثنين الماضي لم تكن مجرد زيارة عادية ولكنها زيارة تحمل الكثير من الرسائل وتؤكد على العديد من الثوابت؛ لذلك لم يتوقف صدى هذه الزيارة على حدود الدولتين مصر والمملكة بل انتقل إلى المنطقة بأسرها.. لذلك كان اهتمام وسائل الإعلام العالمية بأنباء الزيارة وتفاصيلها ملفتًا ومثيرًا للانتباه حتى أن بعض الصحف مازالت تتناول الحدث بالتحليل والرصد حتى الآن.
كل شيء حول الزيارة يحمل رسالة وهدف ابتداءً من التوقيت مرورًا بالأجواء المصاحبة للقاء الرئيس وولى العهد الأمير محمد بن سلمان وانتهاء بالبيانات الصادرة عن الزيارة سواء من السعودية عبر وكالة واس السعودية أو من الرئيس السيسي عبر حسابه الشخصي على تويتر وذلك قبل أن يغادر أرض المملكة.
جاءت زيارة الرئيس السيسي إلى جدة في وقت تناثرت فيه شائعات مغرضة حاولت النيل من العلاقة الراسخة بين مصر والمملكة وقلت في هذا الصدد من خلال مقال وسط الأجواء غير الطبيعية التي ظهرت بفعل هذه الشائعات أنه في قاموس السياسة والعلاقات الدولية دائما ما تمر العلاقات بين الدول وبعضها منحنيات متعرجة.. علاقات قوية تارة.. ثم علاقات فاترة تتوقف أحيانا عند مرحلة المد والجزر.. وفى أوقات أخرى تظهر الخلافات وفى بعض الأحايين تصل إلى صراعات قد تؤدى إلى حروب.. من هذا المنطلق تناولت وقتها الحالة الخاصة للعلاقات المصرية السعودية وقلت إنها علاقة لا تدخل في إطار هذا القاموس لأنها علاقة راسخة رسوخ جبال تهامة وأهرامات الجيزة.. وأن ما يحدث في بعض الأحيان لا يعدو كونه سحابة صيف عابرة سرعان ما تنقشع.
هذا ما أكدته زيارة الرئيس.. فما حدث خلال الأيام الماضية كان مجرد سحابة صيف عابرة سرعان ما انقشعت وبقيت الأصول والجذور راسخة تؤكد أن مصر والسعودية علاقة أبدية.
زيارة الرئيس لمدينة جدة أفسدت المخططات التي حاولت النيل من العلاقة الراسخة بين البلدين الشقيقين وكانت بمثابة نقطة نظام لكل من تسول له نفسه أن يعبث في هذا الملف أو يقترب من هذه العلاقة التي وصفتها من قبل بأنها وحدة الدم والمصير.
لم تكن الزيارة مفاجئة للعالمين بطبيعة العلاقة بين البلدين، لكنها أصابت الحاقدين بالدهشة والذهول، فقد تصور البعض أن محور القاهرة الرياض يمكن أن يتأثر بما حدث من كلمات جوفاء في الفضاء الإلكتروني.. ولكن جاءت الزيارة لتؤكد من جديد أن محور القاهرة –الرياض صمام أمان للمنطقة العربية بأسرها، وأن هذا المحور هو عمود الخيمة بالنسبة لمنطقة الشرق الأوسط، وأن الثوابت القوية التي يقوم عليها هذا المحور تضمن بقاءه إلى الأبد ليس لمصلحة الشعبين الشقيقين فقط، بل من أجل الشعب العربي بأسره.
لقد كانت زيارة الرئيس للسعودية فاصلة وكاشفة للجميع وعلى الحاقدين أن يستوعبوا الدرس.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية