دنيا ودين

أخلاقنا.. رضا هلال يكتب: في الصيام.. كيف تكسر أقفال قلبك؟ (14)

كيف حالك مع القرآن الكريم وخصوصا في شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن؟. هل أنت من المداومين على قراءته أو المستمعين له باستمرار؟ هل بتلاوته أو سماعه تكون في أعلى درجات التركيز الذي يصل بك إلى التدبر، فيلامس شغاف قلبك، ويسيطر على جوارحك فتتأثر بما تقرأ أو تسمع، أم يجعلك تعيش تلك الحالة الربانية التي تأخذك من عوالم الدنيا وانحطاطها، إلى السمو الملائكي.

وهل سألت نفسك ذات مرة لماذا أقرأ القرآن وخصوصا في رمضان المعظم؟ وإذا قرأت فبما تشعر؟ هل تمر عليك آيات الصدق والإيمان فتجد نفسك منهم؟ وعندما تمر على آيات النفاق واستعراض مصير المنافق، فما احساسك وأين تضع وتصنف نفسك؟ مع المؤمنين الصادقين، أم أن ما تقرأه لا يجاوز فاهك؟!.

العلاقة بين الصيام والقرآن علاقة عضوية وروحية وطيدة، وهما عروة وثقى لا انفصام فيما بينهما بتاتا، يقول الحق في محكم التنزيل الذي لا يأتيه الباطل فهو لا ريب فيه هدى للمتقين «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ» سورة البقرة- آية (185). فقد درج المسلمون عامة على تخصيص وقت لقراءة القرآن في شهر رمضان تعبدا وتذكرا وتدبرا وهو من العلامات المحمودة للمسلم، ولكننا نود أن نكسب القرآن.

كما أن الصيام شفيعا لنا يوم القيامة فقد الرسول المجتبى صل الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان».

وحتى نصل إلى هذه المرحلة العظيمة علينا أن نكسر الأقفال التي على قلوبنا ليتغلل القرآن بنا ويصل سويداء القلب والفؤاد.

وقد وصلتني رسالة مما هو سيار على وسائل التواصل الاجتماعي وقرأتها مرات عديدة، ولكنها وصلتني هذه المرة من الصديق المفكر الأريب الأديب الصحافي الذي يمتلك أدوات قلمه الدكتور مجدي العفيفي، كان نص رسالته سؤال واضح وهو هل كسرت القفل؟

وكانت الإجابة كالتالي: الحقيقة بكل تفاصيلها ما علمتني إياها الآية24 في سورة محمد في قول رب العزة سبحانه وتعالى ( أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)

فكل قلب يوجد عليه قفل.. إلا قلب تدبر القرآن، فأين قلبك ؟

هل تقرأ لتتدبر.. وعندما تمر عليك آية شكر ترفع كفك شاكرا لله وإذا مرت صور النعيم والجنان تخيلت نفسك ترتع فيها وإذا مر العقاب حدثتك نفسك بالبعد عن تفاهات الدنيا والتعلق بالآخرة واستشعرت عظمة الخالق في كل شيء حولك، تنام وأجهزتك تعمل فمن ينظم عملها؟ شيء بسيط يستحق التدبر فما بالك بمن أسرد في القرآن كل شيء لينير بصيرتك .

فأكسر الأقفال عن قلبك فنحن موعودون بأن نؤجر بعشر حسنات عن كل حرف نقرؤه، ونوقن حقيقة الحياة بأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وأنت في رمضان حاليا هل يمكنك الإجابة عن سؤال كيف حالك مع القرآن؟

وللحديث صلة غدا بمشيئة الله تعالى

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية 

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى