لم تكن قمة المال والأعمال التي احتضنتها الرياض منتصف الشهر بمشاركة مصر وقادة مؤسسات المال والأعمال في العالم مجرد قمة عادية وذلك لعدة أسباب.. أولها التوقيت الذي انعقدت فيه القمة حيث جاءت في وقت يعاني العالم فيه من اضطرابات مالية خطيرة تهدد بالعودة إلى أزمة 2008.
ويمثل السبب الثاني في المشاركة الواسعة من كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية في العالم في مقدمتهم صندوق النقد والبنك الدوليين بالإضافة إلى مؤسسات التقييم العالمية وخبراء المال والأعمال والأكاديميين بالجامعات الكبرى حتى بلغ عدد المشاركين أكثر من 3000 والمتحدثين أكثر من 100، بالإضافة إلى مشاركة نخبة كبيرة من صناع القرار والمستثمرين والشركات الاستثمارية العالمية والبنوك الدولية.
أما السبب الثالث الذي يعطى للقمة الأهمية الكبرى فهي الرسائل الصادرة التي تحدد مستقبل القطاع المالي في العالم.
الرسالة الأولى كانت حول مستقبل المجتمع المالي العالمي حيث أشار الخبراء إلى صعوبة الأوضاع المالية فى أوروبا وأمريكا مع تصاعد موجة إفلاس البنوك في الولايات المتحدة والدول الأوروبية.. وقالوا إن إفلاس سليكون فالي سيكون بداية وليس نهاية.
وبعد أيام من ختام المؤتمر حدث ما توقعوه وتصاعدت الأزمة حتى اقترب عدد البنوك المتعثرة من 10 بدأت أسهمها في الانخفاض وكان آخرها دويتشة بنك.
أما الرسالة الثانية فقد كانت على النقيض تماما من الرسالة الأولى.. فقد أعرب خبراء المال والأعمال في كبرى المؤسسات العالمية عن تفاؤلهم بشأن آسيا وتحديدا الصين واليابان والهند والسعودية حتى أن رئيس الأسواق العالمية في سوستية جنرال الكسندر فلوري قال إنه مع مرور الوقت لن يكون أمام المستثمرين خيار سوى الاستثمار في آسيا وخاصة في السعودية التي أصبحت رقمًا مهمًا في الناتج الإجمالي العالمي.
أما الرسالة الثالثة فكانت حول منطقة الشرق الأوسط حيث قال رئيس مجموعة كريدي سويس اكسل ليمان أن التحولات الجيوسياسية الكبيرة التي شاهدناها خلال 15 عاما الماضية ساهمت في خلق فرص اقتصادية جديدة في العديد من الأماكن يأتي في مقدمتها منطقة الشرق الأوسط ووصفها بأنها أصبحت مركزا عالميا جديدا جنبا إلى جنب مع الصين والهند.
أما الرسالة الرابعة فقد جاءت على لسان الرئيس العالمي للخدمات المصرفية للشركات في جي بي مورغان شورد لينارت الذي أكد أن المصادر التقليدية ستستمر في لعب دور مهم في تحول الطاقة.
هذه كانت أبرز رسائل القمة.. وهذه هي رؤية صناع القرار وخبراء المال والأعمال في العالم لما هو قادم.. وعلى الحكومات ورجال المال والأعمال أن يستوعبوا تلك الرسائل حتى نتفادى أزمة مالية جديدة تهدد الاقتصاد العالمي على غرار 2008.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية