قد يعتقد البعض أن الإسلام خصوصا والدين بوجه عام هو أن تصلي وتصوم وتزكي وتحج، وينتهي الأمر عند ذلك، ولكن ما يجهله الكثيرون أن هذه عبادات وفرائض شعائرية كتبها الله عليه بمثابة إطار عام للدين في عقيدة المسلم الذي لن يستفيد من إقامتها أو تتحقق أهدافها إلا إذا انعكست هذه الشعائر والعبادات على أخلاق المتعبد القائم على أمور دينه، وتركت أثرا في سلوكياته وتعاملاته مع الناس دون استثناء.
هذه العبادات كلها مهمة للغاية وهي الأساس والقواعد التي ينبغي عليها دينك، وهي حقيقة أقرها وأعلنها الرسول صل الله عليه وسلم لأمته في الحديث الشريف «فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ» رواه البخاري (8)، ومسلم (16).
فهذه هي القواعد والأركان، ولايمكن أن يستقيم دين أو بناء دونها أو بها فقط، بل يتطلب الأمر أن نمتثل لهدف البعثة المحمدية كلها والتي حصرها من مدحه الله تعالي في قرانه «وإنك لعلى خلق عظيم» سورة القلم آية 5 أو ما جاء في سورة الشورى «فاستقم كما أمرت ومن تاب معك».
فلا قيمة لصلاة لا تنهي عن الفحشاء والمنكر، وكذلك لا قيمة لصوم لا يعلمه الصدق والصبر وأيضا لا يقي صاحبه من مبادلة السباب أو الشتائم مع الناس، فهو إن فعل أضاع تعبه وحرمانه طوال اليوم، أما الزكاة فهي من تعلم الإنسان السوي معنى العطاء ومساعدة الآخرين دون منّ ولا أذى، وسماحة والبذل بلا انتهاء.
أما الحج فهو عبادة روحية بالأساس تعلمنا التجرد من عوائق الدنيا، والأقوال على الله بتنفيذ شعائر ليس لنا منها إلا التسليم بأنها طواف وسعي وزيارة جبل والانقطاع لله أياما معدودات وهي شعيرة متوارثة منذ لدن إبراهيم أبو الأنبياء عليه السلام، إلى سيدنا محمد الهادي البشير.
وقد أكد الرسول صل الله عليه وسلم لاصحابه شفهيا وعمليا وممارسة وسلوكا أن الدين المعاملة.. فكان خاتم الأنبياء قرآنا يمشي علي الأرض.. من هذا المنطلق وعلي أساسه سأكون معكم علي مدار الشهر الفضيل يوميا حول العبادات والأخلاق، تحت عنون (أخلاقنا) متتبعا أثر العبادة والشعائر في أخلاق المسلم، وفي تعاملاته مع الناس كافة.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية