يطرح أصحاب نظرية الإنسان الكامل وبشكل موجوز جملة من الاستدلالات على وجود الإنسان الكامل ؛ أبرزها :
1-أن الخليفة ( خليفة الله ) لابد أن يكون متصفًا بجملة كبيرة من صفات المستخلف ( الله ) !!..
2-أن يكون الخليفة واجدًا للكمالات ؛ أي أن تكون تلك الكمالات متحققة في الخارج أي مطبقًا لتلك الكمالات !!…
3-يتحقق كمال الإنسان بتعلمه بالعلم اللدني من قبل الله تعالى !!…
4-أن آدم –ع- هو ذلك الإنسان الكامل لأنها كلها متحققة فيه !!…
تنبيه مهم جدًا : مع كون أصحاب هذه النظرية حسب دعواهم أنهم يعتمدون على النصوص القرآنية فقط إلا أنهم اضطروا إلى الاستعانة بتفسيرات وآراء العلماء كابن عربي والطباطابئي وغيرهم في تقوية نظريتهم مع كون تلك الآراء هي اجتهادية وشخصية لا دليل عليها فقط استنتاجات كلامية فلسفية حتى وصل بهم الحال أن يقولوا بأن آدم الذي عصى الله هو ليس آدم الذي علمه الله الأسماء كلها!!! وهذا خلاف القرآن وسياقه وبيانه.
وللنقض على هذه النظرية السفسطائية الخرافية نقول :-
أولًا :- الجهل الواضح بعدم فهم المعنى والمراد من لفظ ( خليفة ) حيث فهموا أن المراد من ذلك اللفظ هو خلافة الله تعالى في الأرض؛ وهذا جهل وطعن بالذات الإلهية المقدسة؛ فالخلافة تكون لمن يكون غائب وغير حاضر ولا شاهد هذا من جهة ومن جهة أخرى الخلافة المراد بها هنا هي خلافة جنس لجنس آخر؛ حتى أن الملائكة اعترضت على ذلك الأمر وقالت (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) وكذلك الآيات الأخرى التي صرحت بأن المراد من الخلافة هو خلاف جنس لجنس ( وجعلناكم خلائف في الأرض ) ( خلائف الأرض )؛ في حين بنى اصحاب نظرية الإنسان الكامل نظريتهم تلك على فهم مغلوط؛ وهذا بحد ذاته يسقط تلك النظرية .
ثانيًا :- لو تنزلنا –جدلاً – عن ( أولًا ) ونذهب لبقية أسس تلك النظرية فنجدها أيضًا وكما يقال مخرومة ولا تصمد أمام السياق القرآني الذي يبطل كل تلك الأسس؛ فقولهم أن آدم الذي عصى الله تعالى وسمع وسوسة الشيطان هو ليس آدم أبو البشر الذي علمه الأسماء كلها؛ هو قول باطل ولا دليل عليه مطلقًا؛ فالسياقات القرآنية تؤكد وتثبت أن آدم الذي علمه الله تعالى الأسماء كلها هو نفسه آدم الذي عصى ربه وغوى وسمع وسوسة الشيطان؛ وأنه هو أبو البشرية لأن عقوبة الإنزال والهبوط إلى الأرض حصلت بعد المعصية؛ لو كان أدم العاصي – حسب قولهم- هو ليس أبو البشر فهذا يعني أن الله خلق في الجنة آدمين وليس واحد !! وهذا كلام زخرف لا يقوله عاقل مطلقًا .
ثالثًا :- العلم اللدني لا يحقق الكمال بأي شكل من الأشكال؛ لأن النصوص القرآنية تؤكد أن آدم بعدما علمه الله تعالى الأسماء كلها ( بصرف النظر عن ماهية تلك الأسماء) ومع التحذير والتنبيه والنهي من الشيطان والتقرب من الشجرة إلا إن المعصية والذنب والغواية قد حصلت ووقعت؛ بل أن القرآن يؤكد أن آدم قد نسي العهد {وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً }طه115 ووقع منه النسيان والخطيئة والغواية وشملته العقوبة الإلهية فهبط او أنزل إلى الأرض بعدما نسي العهد وخالف العلم اللدني والتحذير والتبيه والنهي الإلهية ؛ فأين الإنسان الكامل ؟؟!!…
تنبيه :- النصوص والسياقات القرآنية تجدونها مرفقة فيما بينه المرجع المهندس الصرخي الحسني في محاضرته التي بعنوان {المَلائِكَةُ وآيَاتٌ في القُرْآنِ تُؤَكّدُ الفترات وانقطاع الرُّسُلِ وتكذيب [لن تَخْلُوَ الأَرْضُ..]} والتي تقع ضمن سلسلة بحثه الموسوم [الصَّادِقُ(ع): يَكْـشِـفُ أكْـذُوبَـةَ؛{لَـن تَـخْـلُـوَ الأَرْضُ مِن الحُـجَّـة}] ولكل من يريد الإطلاع وسماع هذا البحث يرجى الدخول على الرابط المرفق أدناه :-
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية