سؤال ردده كل من يشتغل في القطاع المالي والاقتصادي، ولف العالم، منذ بداية إجازة نهاية الأسبوع، عندما رد الرئيس الأمريكي جو بايدن بإجابة مقتضبة عن أسئلة الصحافيين، قائلاً: «إن الأزمة الناتجة عن إغلاق أو إفلاس بنكين في الولايات المتحدة آخذة في الانحسار».
فهل انحسرت؟
ذلك هو السؤال، والإجابة لن تأتي من الرئيس الذي تفرض عليه وظيفته أن يكون إيجابياً، ولا يعطي إجابات غير مطمئنة، رغم أن وزارة الخزانة التابعة لإدارته صرحت بكلام يخالف رأيه قبل ساعات قليلة، حيث توقعت انهيارات لبنوك أخرى، والجهات السويسرية المعنية بالشأن المالي تحدثت الجمعة عن بنك «كريدي سويس» بما يخالف ما قالته يوم الخميس من أن البنك لا يعاني أية مشاكل، لكنها عادت وأبلغت الأمريكان والأوروبيين بأن هناك خطة «استحواذ» مطروحة على إدارة البنك، وربما تكون خطة «دمج»، وفي الحالتين قد يختفي «كريدي سويس»، رغم مقاومة إدارته للخطط المقترحة.
كل ذلك حدث في نهاية الأسبوع، حيث لا أسواق مال تفتح، ولا أسهم تباع أو تشترى، ولا مؤشرات تتقافز بين الأحمر والأخضر، ولا مليارات تختفي من قوائم الحسابات الورقية، ويبقى السؤال ملحاً، والكل ينتظر ما سيحدث اليوم، واليوم هو الاثنين، بداية الأسبوع التالي لأسبوع مضطرب خسر فيه من خسر ولم يربح أحد، اليوم ستظهر نتائج التطمينات و«العبارات الإيجابية» على «شاشات» البورصات العملاقة، فالعالم ما زال واقفاً عند باب أزمة مالية عالمية قد تكون قاسية جداً إذا لم تتدارك بإجراءات تقدم حلولاً، وليس تصريحات مسكّنة ذات مفعول مؤقت، مع كل التقدير والاحترام لرأي الرئيس بايدن، فانحسار الأزمة يحتاج إلى قرارات فاعلة «تبتر» الأسباب إذا استدعت الحالة التي وصلت إليها، ومن مصدرها، هناك في الولايات المتحدة الأمريكية.
إذا حدث ذلك قد نجد إجابة عن السؤال الذي ما زال صداه يتردد.. هل انحسرت الأزمة؟!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية