ما كان بنك وادي السيليكون إلا القطعة الأولى من منظومة قطع «الدومينو» المتراصة بجانب بعضها البعض، سقط فسقطت خلفه بنوك أخرى، وانخفضت قيمة الأسهم في «البورصات»، وبدأت التداعيات تتضخم، فأحدثت هزّات مالية وقلقاً شعبياً، كما يحدث بعد الزلازل.
أكبر بنوك سويسرا، وهي كما تعلمون «أم البنوك»، سويسرا الأمان والسريّة والاطمئنان، محل ثقة أصحاب المليارات من أفراد ودول، من جمعوا ثروات بنزاهة وشرف، ومن سرقوا خزائن الدول وتاجروا في كل الممنوعات، وغسلوا أموال المخدرات، وبيّضوا الدخل الأسود المغموس في الدماء للعصابات، هناك وصلت الهزّة الجديدة المرتدّة من انهيارات الدول العظمى التي حوّلت الأموال إلى سياسة، وجعلت من السياسة لعبة شبيهة بألعاب «لاس فيغاس»!
«والحبل على الجرّار»، بعد 15 عاماً من الأزمة الكبرى التي سُمّيت «الأزمة المالية العالمية»، التي نتجت عن تهوّر إدارات بنوك ومؤسسات عقارية وشركات رهن في الولايات المتحدة، نعود إلى الأسباب نفسها، وفي البلاد نفسها، وبتلاعب من الأسماء نفسها للأزمة الأولى، وندخل العالم في انهيار اقتصادي جديد تحت ضغط أزمات سياسية غير مسبوقة، وكأن هناك «فئة» تمسك بالخيوط وتحرّكها كما تشاء، فئة غير منظورة، «خفية»، لها مآرب في كل ما يحدث من أزمات، وكان آخرها تلك المواجهة التي وقعت فوق البحر الأسود صباح الثلاثاء، ضمن سلسلة استعراض القوة بين القوتين الأكبر على وجه البسيطة، وسواء كانت رواية أمريكا هي الصحيحة، أم كانت رواية روسيا، فالناتج شيء واحد، وهو أن التوتر الدولي يزداد يوماً بعد يوم في ظل «حرب تكسير العظام» المشتعلة في أوكرانيا، ورؤوس الأموال قيل من قبل إنها «جبانة»، وهي فعلاً كذلك، وها نحن نشهد ردّة فعلها على أسواق المال العالمية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية