نون والقلم

عبد العزيز العدس يكتب: حنيفا مسلما

لا يزال أعداء الأمة الإسلامية يتربصون بها.. لا يكفهم ما تغرق فيه من أزمات اقتصادية تمثل عقبة للارتقاء بالشعوب فبدأوا العبث بالمعتقدات الدينية بالإعلان عن الديانة الإبراهيمية ولست أدري من أين جاءوا بهذا المسمى فما نعرفه منذ الصغر هو الديانات السماوية الثلاث وحتى ما يعرف بالأديان الوضعية لم يذكر منها ذلك المسمى.

ولقد دار حوار بيني وبين قريب لي عما كان عليه سيدنا إبراهيم عليه السلام من حيث ديانته فوجدتني بدون تردد أذكر الآية الكريمة ﴿مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ﴾ سورة آل عمران:67.. وهي الآية التي وضحت دون أي ريبة براءة أبو الأنبياء من ذلك الادعاء من متنطعين يودون هدم عقيدة المسلم .

ومما أثار فزعي وجود من يروج لهذه الأفكار الخبيثة خصوصا بين المسلمين بهدف تمييع الدين في نفوس الناس وجعله شئيا هينا هامشيا وأنه يمكن تحويله من كونه عقيدة إلى أفكار هلامية يؤمن بها البعض ويستهزأ بها آخرون.. وأنه لا حرج وقتها على من يستهزأ طالما أنها في إطار الأفكار التي يمكن أن تتفق وتختلف عليها أفرادا وجماعات شتى.

نقول للغرب دعونا وشأننا أو ليس ما تدعون إليه نوع من الإرهاب الفكري في شكل مغاير.. أليس تنكرون علينا التدخل في شأن الآخر فما لكم تفعلون.. أو ما يكفي قيام بعضكم في دولكم من حين لآخر بالتهكم والسخرية من معتقداتنا .

إن هذه الدعوة لا شك ستلقي مصير غيرها من الدعوات فالدين عقيدة راسخة في عقول المسلمين الذين لا ينفكون عن الاعتزاز به وبكافة شعائره وطقوسه.. وفي هذا الصدد لا ننسى الإشادة بجهود أزهرنا الشريف في الوقوف كحائط صد منيع أمام تلك الدعوات الهدامة والتحذير منها والتنبيه الدائم لخطورتها وكذلك هبة علماؤنا علماء الاتحاد العام للمسلمين الذين انتفضوا مع الأزهر الشريف لتوضيح تلك الفكرة لعموم الناس.

ونحن لن نكف عن التنديد ورفض تلك الأفكار الغريبة على الدين والتي يدعى في ظاهرها أنها تهدف للتقريب بين الأديان لكن في باطنها تشويه لمعالم الدين وتعميق إبعاد الناس عن جوهر الإسلام.. وكما قال فضيلة الإمام الأكبر أ. د أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف في نص كلمته ًردا على دعوى الديانة الإبراهيمية المزعومة يوم 8 نوفمبر 2021 في مقر بيت العائلة المصرية.. «أنها مثل دعوى العولمة، ونهاية التاريخ، و«الأخلاق العالمية» وهذه الدعوى، ِمثل غيرها – وإن كانت تبدو في ظاهر أمرها كأنها دعوى إلى الاجتماع الإنساني وتوحيده والقضاء على أسباب نزاعاته وصراعاته.. َّ إلا أنها، هي َ نفسها، ٌ دعوة إلى ُمصادرة أغلى ما يمتلكه بنو ِ الإنسان وهو: «حرية الاعتقاد» وحرية الإيمان، وحرية الاختيار، وكل ذلك مما ُّضمنته الأديان، وأكَّدت عليه في نصوص صريحة واضحة، ثم هي ٌ دعوة فيها من أضغاث الأحلام َ أضعاف ِ أضعاف ما فيها من الإدراك الصحيح لحقائق الأمور وطبائعها».

abdelazizelads0@gmail.com

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى