مصر التاريخ والحضارة.. والسعودية مهد الرسالة وأرض الحرمين.. مصر أم الدنيا، والسعودية قبلة العالم، مصر الأصالة، والسعودية العراقة، مصر الأرض الطيبة، والمملكة أرض الجود والكرم.
هذه هي مصر.. وهذه هي المملكة.. والعلاقة التاريخية التي تربط البلدين هي علاقة تضرب بجذورها في أعماق التاريخ.. علاقة أمة واحدة وشعب واحد.
في علاقات الدول هناك محوران أساسيان؛ الأول هو المستوى الرسمي والثاني هو المستوى الشعبي.. ونادرا ما تتطابق العلاقات بين الدول على المحورين معا، والعلاقات المصرية السعودية تأتي ضمن هذه الحالة النادرة، فهي علاقات وطيدة على المستويين الرسمي والشعبي معا.
فمثلا إذا تحدثنا عن ملوك السعودية وإذا بدأنا بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، نجد أن الرجل عاشق لمصر، ومحب لشعبها وأهلها وهو يقول ذلك دائما عندما يتطرق إلى أيامه التي قضاها بالقاهرة وذكرياته الجميلة فيها.
في زيارته الأخيرة لمصر والتي حظيت باهتمام واسع على المستويين الرسمي والشعبي، كان المرحوم المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء في ذلك الوقت مرافقا لجلالة الملك في تلك الزيارة.
ولأنني قضيت 17 عاما محررا لشئون مجلس الوزراء بجريدة الوفد.. فلم تمر على الزيارة مرور الكرام، وبحثت عن سبق صحفي أتعرف فيه على كواليس الزيارة وتفاصيل ما دار بين جلالة الملك والمهندس شريف إسماعيل، وماذا قال جلالة الملك عن مصر.
وكان من أبرز ما لفت انتباهي في السبق الصحفي الذي حصلت عليه هو ما قاله الملك سلمان عن مصر.
في حفل عشاء ضم جلالة الملك والمهندس شريف إسماعيل -رحمة الله عليه- وعدد قليل من الجانبين المصري والسعودي، تحدث جلالة الملك عن ذكرياته في القاهرة والأيام الجميلة التي قضاها فيها.. تحدث الملك عن فترة من شبابه قضاها في مصر حتى أن المهندس شريف إسماعيل قال إن الملك كان يتحدث عن تلك الأيام وكأنها بالأمس القريب، وكان يتحدث عن الشعب المصري بكل حب واعتزاز.
إنها ذكريات محفورة في ذاكرة جلالة الملك، ذكريات وهو في مصر التي عشقها وأحب أهلها.
هذا على المستوى الرسمي، وإذا انتقلنا للمستوى الشعبي فإننا أمام حالة نادرة، فمثلا لا يمكن لأي مصري أن يشعر يوما ما وهو على أرض المملكة أنه في بلد غير بلده، ولا تنطبق عبارة وافد على المصري الذي يعيش في السعودية.
كل الجنسيات وافدون على أرض المملكة إلا الجنسية المصرية.. فهم يعيشون في بلدهم الثاني وسط أشقاء لهم تجمعهم وحدة الدم والمصير، والسعودي يعيش بين أشقائه في مصر في وطنه الثاني بكل فخر ومحبة وترحاب، عندما تسأله أين تذهب في الصيف يقول لك في شقتي بالقاهرة.
هذه العلاقة الفريدة لا تجدها بين شعبين على الكرة الأرضية إلا بين المصريين والسعوديين.
هذه هي مصر وهذه هي المملكة وأبدا لن يفرح أولئك الذين أشعلوا النار في الأيام الأخيرة وأرادوا لنا ما أرادوا، ولكن سرعان ما ظهرت الحقائق وسقطت المؤامرات.
أبدا لن يشمت بنا الأعداء، وأبدا لن تنل منا الأيدي الخبيثة، وسنظل أمة واحدة وشعبا واحدا أبد الدهر.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية