نون والقلم

فريهان طايع تكتب: إجابة صادمة من طفل سوري

في هذا الشتاء القاسي هل بإمكاننا أن نتخيل لبرهة ماذا يحدث في مخيمات اللاجئين السوريين، هل بإمكاننا أن نتخيل و لو لبرهة حجم المعاناة التي يعانون منها كل يوم و في كل ثانية.. هم لا يملكون حتى وسائل تدفئة، لا يملكون الأكل ولا أي شيء، ماتت كل أحلامهم لم يبق لديهم سوى حلم واحد القليل من الدفء في هذا الشتاء، مع أنه ليس حلم بل هو حق من الحقوق البسيطة جدا.

أطفال صغار جدا يرتجفون من البرد في المخيمات، يعانون من الحرمان من أبسط حقوقهم كأطفال

مشاهد هؤلاء الأطفال تمزق القلوب، أطفال قد حرموا من طفولتهم بدون أي ذنب، والسؤال الذي يطرح نفسه ويعيد طرح نفسه من جديد في كل مناسبة ما ذنبهم؟

لماذا ليس لديهم مثل كل الأطفال منازل وعائلات، هم بحاجة للأمان والرعاية والحنان، لكنهم يقضون حياتهم في مخيمات مهجورة لا يوجد لديهم أدنى مقومات العيش الكريم ولا يملكون حتى أهداف وأحلام يسعون إلى تحقيقها، أليس ما يحدث حرام وظلم؟

هو طفل مثل كل الأطفال يدعى انس، طفل يبلغ من العمر 16 سنة يعيش في مخيم

سأله المراسل ما حلمك نظر بنظرة مليئة بالحزن «ما ضل عنا أحلام حلمي بس يتدفوا الفقراء في هالبرد»، مع أن الدفء يا إنسانية ليس حُلم بل حق، ثم تابع المراسل وسأله «ليش شو شوفت من الدنيا» أجابه «من أول ما تهجرنا ما سكنا يمكن شهر شهرين و بلش القصف يعني ما عشنا حياتنا متل الخلق» وقال له أيضا بحزن «شفنا كتير شغلات و مبنشتهي و ما حسنا نجيبه».

إضافة إلى الطفل انس توجد أيضا قصة الطفلة إيلاف والطفلة صبا التي أبكت الحجر في أحد مخيمات اللجوء حيث قالت «تصدق يا عمو كل يوم بليل عم نام بردانيين و جوعانين..أنا بابا شهيد قبل ما يموت كان عنا عطول حطب ،كان يدفينا عطول ،كنا دفيانيين عزمان بابا، بس هلأ كلشي انخرب، طيب يا عمو ابنك نام مرة بس مرة بدون أكل و هو بردان، طبعا لا، شو ذنبنا احنا »

تساءلت عن ذنبها عن ذنب لم ترتكبه، حزنها ودموع عيناها الصغيرتان تسأل الإنسانية جمعاء بأي ذنب.. طفلة فقط أحلامها تمثلت في الدفء والقليل من الأكل لم تطلب شيء مثل كل أطفال سنها في هذا الشتاء.

هل بإمكاننا ولو قليلا أن نشعر بحجم معاناة أطفال المخيمات، هل بإمكان رجال الأعمال التفكير ولو قليلا في هؤلاء الأطفال، هل بإمكان الأمراء والملوك التفكير في حجم معاناة الأطفال في المخيمات وهم الذين بإمكانهم تغيير الوضع، بإمكانهم إنقاذ ملايين الأطفال من براثن الجوع والبرد.

هي ليست قضية شائكة هي فقط إنسانية.. هم بحاجة لدعمكم، هو حق من حقوقهم عليكم، أنتم بإمكانكم التغيير، بإمكانكم زرع الأمل من جديد في قلوب هؤلاء الأطفال، وتذكروا قول الرسول عليه الصلاة والسلام «أنا وكافل اليتيم في الجنة».

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى