نون والقلم

فتوح الشاذلي يكتب: مصر والسعودية.. وحدة الدم والمصير

مصر والسعودية.. دين واحد.. شعب واحد.. أمة واحدة.. إسلام وعروبة، تاريخ وحضارة علاقات تضرب بجذورها في أعماق التاريخ، شجرة واحدة راسخة الجذور في أعماق الأرض، وشموخ حتى عنان السماء مصر والمملكة وحدة الدم والمصير.

محور القاهرة الرياض كان- وسوف يظل- عمود الخيمة للأمة العربية والمنطقة بأسرها، علاقة أزلية منذ القدم حب وانتماء تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل.

في قاموس السياسة والعلاقات الدولية، دائماً ما تمر العلاقات بين الدول وبعضها بمنحنيات متعرجة، علاقات قوية تارة ثم علاقات فاترة تتوقف أحياناً عند مرحلة المد والجزر، وفي أوقات أخرى تظهر الخلافات وفي بعض الأحيان تصل إلى صراعات التي قد تؤدى إلى حروب.

هذه مراحل معروفة في القاموس الدولي.. لكن العلاقة بين مصر والمملكة ثابتة راسخة رسوخ جبال تهامة وأهرامات الجيزة.. ولا تخضع لهذه المراحل ولا إلى هذا القاموس.. وما يحدث في بعض الأحيان لا يعدو كونه سحابة صيف عابرة سرعان ما تنقشع.

أذكر ما حدث بين مصر والمملكة من سحابة صيف عابرة في أعقاب ثورة يناير استدعى على أثرها الملك عبد الله رحمة الله عليه السفير أحمد قطان الذي غادر مصر حزيناً، ولم لا فقد كان وما زال عاشقاً لهذا البلد.. فقد أحب المصريون وأحبوه.

لم تمر أيام حتى توجه الدكتور السيد البدوي رئيس حزب الوفد في ذلك الوقت على رأس وفد من الدبلوماسية الشعبية إلى المملكة لاحتواء هذه السحابة العابرة وقال لجلالة الملك عبد الله في نهاية اللقاء وهو ممسك بيد السفير أحمد قطان.. جلالة الملك لي طلباً أرجو أن تحققه لي قبل أن أغادر.. فسأله الملك ما هذا الطلب؟ فقال له أن يعود معي السفير أحمد قطان.. وهنا استجاب الملك في الحال لرئيس الوفد وقال له طلبك مجاب وعاد السفير قطان إلى مصر في الحال.. هذه هي طبيعة العلاقة بين مصر والمملكة.

وودع السفير قطان مصر إلى منصب أعلى وزير دولة للشئون الخارجية ومن بعدها مستشاراً بالديوان الملكي.. وجاء بعده السفير أسامة نقلى ليكون خير خلف لخير سلف ليكمل المسيرة، مسيرة الحب والعشق لمصر قبل المسيرة الدبلوماسية حتى إنني كتبت مقالاً ذات مرة قلت فيه إن الملك سلمان يحسن اختيار سفرائه.

أبداً.. لن ينال من هذه العلاقة الراسخة كلمة هنا، أو كلمة هناك فمصر والسعودية أكبر من تلك الصغائر، ولن تتأثر تلك العلاقة بأي عارض، وستبقى علاقة الأشقاء قوية راسخة لا تهتز على مر السنين.

سلام عليك يا مصر يا أرض النيل ومهد الحضارات، وسلام عليك يا سعودية يا مهد الرسالة وأرض الحرمين، سلام عليك يا مصر الأزهر، وسلام عليك يا سعودية يا قبلتنا وقبلة العالم من شتى البقاع، حفظ الله مصر والمملكة من كل مكروه وسوء وأدام علينا الوحدة والقوة والعزة والمجد.

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى