مثل المسرح.. معرض القاهرة الدولي للكتاب يكشف لك «سُرَّة» كل شيء (السُرَّة مكان تتجمع فيه أشياء «سيئة» وهذا تعبير مخفف).
مسرح كرم مطاوع وجلال الشرقاوي ونعمان عاشور وسعد الدين وهبة ويوسف إدريس وتوفيق الحكيم وسمير العصفوري ومراد منير وعصام السيد وسعد أردش ومحمد صبحي ولينين الرملي الخ جيل الرواد، يكشف لك المجتمع. يغوص في أعماق ظلامة ويطل على استبداد حكامه وينتقد الاستخفاف بعقول الناس وتزييف الإعلام لصورتهم الذهنية عن مجتمعهم في عيونهم، مسرح هؤلاء المؤلفين والمخرجين كان يفعل ذلك، حتى مسرح عادل إمام وسمير خفاجي بدرجة أو بأخرى.
معرض الكتاب مثله مثل المسرح، يكشف لك عن أفضل الكتب وأتفهها.. عن المؤلفين الحقيقيين والزائفين.. عن الأساتذة الحقيقيين والأساتذة المزيفين المجاملين، عن وزراء الثقافة الذين يملؤون كراسيهم وأولئك الذين تهتز الكراسي تحتهم، فيخافون أن ينبسوا بكلمة واحدة كي لا ينكشفوا وتظهر حقيقتهم، بكل ما يحدثه ذلك من شروخ عميقة -نتيجة اهتزاز كراسيهم من تحتهم- من شروخ عميقة في حق- وفي روح وعقل وجسد – الوطن .
الاحتفال بتوزيع أي جوائز إبداعية في أي مكان في العالم يجب أن تكون له هيبته وألق بهجته.. وحسن تنظيمه، ودقة ونظام وتحديد أماكن مدعوية، من المحكمين والفائزين والإعلاميين وجمهور الحاضرين.
ليست مجرد شكل هلامي لا لون له ولا طعم ولا رائحة. معرض الكتاب الدولي هو وزارة ثقافة مصر الحقيقية طوال أيام إقامته وليست وزارة الثقافة من الوزيرة إلى عاملة البوفيه وما بينهما.
كيف أمكن أن يكون حفل توزيع جوائز المعرض بهذه الخفة والبلاهة؟ مجالات وقطاعات عديدة تنافس فيها المتنافسون الذين يحلمون بأن يذكر اسمهم وسط هذا الحشد من المثقفين والإعلاميين، لأنه خطوة على طريق مستقبلهم، حلموا كثيرا بهذه اللحظة التقديرية. لكن الوزيرة وجهازها والقائمين على المعرض أفسدوها!
ما معني أن يدعي للمنصة أعضاء لجان التحكيم، ليصافحوا الوزيرة ثم يعلنوا اسم الفائز وهكذا الحال في جميع مجالات جوائز المعرض وفي دقائق معدودات ثم ينتهي الأمر؟ لم نعرف شاعرا جديدا من هو ولا نوع إبداعه والتكنيك الذي استخدمه والفرق بينه وبين غيره وما الذي يميز ديوانه عن غيره؟ لم نعرف لماذا فازت رواية فلان ولا لماذا فاز هذا الكتاب في النقد أو الترجمة.. ولا عمل لجان التحكيم كيف جرى وبأي معيار. فاز فلان وكتاب فلان؟
كل لجنة تحكيم كان لديها تقرير كان واجبا تلاوته، وكل فائز كان واجبا ذكر سيرته والتعريف به، ليست المسألة مجرد درع ومبلغ من المال؟
وقبل هذا كان واجبا أن يقال لنا من الوزيرة كيف تم اختيار. لجان التحكيم وما المعايير التي اختيروا على أساسها للتحكيم في هذا المجال تحديدًا ؟
إنما أن يصعد للمنصة أحمد سويلم ومحمد إبراهيم طه وأحمد الشهاوي ومحمد عبد الباسط. عيد وخيري دومة ويسري حسان وغيرهم لمجرد الظهور في لقطة بجوار الوزيرة لدقيقة وينتهي الأمر فهذا يعني أن الأمور ليست بخير .
أهدرتم الوقت والجهد وحقوق المبدعين وجهد المحكمين.. لله الأمر من قبل ومن بعد.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية