تطول الحرب في أوكرانيا، ولا يلوح في الأفق أن هناك من يسعى إلى إطفائها، بل على العكس، فالحطب ما زال يلقى في أتون النار حتى تزيد اشتعالاً.
دبابات «أبرامز» وغيرها في طريقها إلى الأراضي الأوكرانية، وهي دعم متفق عليه بين ألمانيا والولايات المتحدة، وسيكون انضمامها للقتال على الجبهات بمثابة استدراج روسيا إلى الدفع بأسلحة جديدة لم تستخدمها بعد.
ويتوقع العارفون بالخفايا أن يقترب الوضع من حافة الانتشار، خاصة بعد أن توقعت بعض المصادر استخدام الدبابات قنابل فسفورية، ولو حدث ذلك، وسقطت بعض تلك القنابل على الأراضي الروسية، قد تلجأ إدارة بوتين إلى تنفيذ تهديدها السابق باستخدام قنابل نووية تكتيكية، وقد كان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أكثر وضوحاً من الآخرين، عندما قال إن الدبابات قد تجلب القنابل والأسلحة النووية إلى هذه الحرب العبثية.
ذلك تطور يقود إلى مرحلة جديدة، والوضع لا يحتمل مزيداً من التصعيد، خشية أن تمتد النيران إلى دول الجوار، فإذا حدث ذلك كانت أوروبا كلها عرضة للدخول في مواجهة علنية مع روسيا، خاصة بعد تصريحات وزيرة خارجية ألمانيا بأن «أوروبا في حالة حرب مع روسيا»، قبل أن تعود وتستدرك وزارتها الأمر، معلنة بأن أوروبا ليست طرفاً في الحرب.
وكان ذلك بعد يوم واحد من اعتماد الاتحاد الأوروبي حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا، والمعروف بأن هذه المساعدات في الأغلب أسلحة مكدسة في المخازن يدفع بها ليستمر «زيلنيسكي» في الصمود، والهدف المعلن هو إنهاك روسيا من خلال حرب طويلة الأمد لتدمير اقتصادها وإضعاف قدراتها.
العاقل لا يعبث بالنار، فهي تبحث دوماً عن فرصة للامتداد والانتشار، يتطاير شررها في كل الاتجاهات، وتعيش على ما تأكله، فإذا اتسعت رقعتها عجز الجميع عن السيطرة عليها، وقد كانت أوروبا قادرة على مواجهة الأخطار المحدقة بها بقليل من الحنكة والحكمة، وللأسف، هي لا تزال مندفعة خلف وهم كسر الطموح الروسي!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية