سبحان مغير الأحوال من حال إلى حال، أناس تتبدل مواقفهم، وأناس تتبدل أشكالهم، وأناس يغيرون جلودهم مثل الأفاعي!
اعتدنا منه، من ذلك الشخص الذي قرر ذات يوم أن يستبدل انتماءه وولاءه، ويعادي من كانوا يقفون معه، اعتدنا في السنوات الأخيرة مع كل ظهور تلفزيوني مسجل أن يوجه اتهامات إلى دول الخليج، ثم يتبعها بتهديدات، تصل إلى حد شن حرب بعد أن تكتمل خطة السيطرة على البلاد التي تحيط بالخليج من قبل الذين يتبعهم، وبارك لـ الحوثيين أفعالهم الإجرامية ضد دولنا، وتوعدنا بما هو أكثر.
إنه حسن نصر الله صاحب الحزب الذي لا يستحق اسمه، والذي كان ذات يوم لبنانياً مقاوماً للاحتلال، وكان عروبياً، وتشكلت حوله «هالة» من الإعجاب، وحصل على الدعم دون شروط، حتى انحرف، وكان انحرافه مستغرباً، ومستنكراً في ذات الوقت، حوّل اتجاه عقارب الساعة، وكسر البوصلة التي تدله على الطريق، فأضاع مساره، وتاه مع التائهين الجاحدين، أولئك الذين ينكرون الجميل، ويستبدلون دماءهم، وأصبح تابعاً يتحدث بلسان غير عربي، ويقف تحت راية لا تريد الخير للعرب، ووضع الخليج في مرمى قذائفه، يخدم الآخرين، فباع المقاومة، وباع الأمة، وباع وطنه!
نسي هذا المتحول في لحظة انتشاء مزيفة كل شيء، نسي من أعادوا تعمير الجنوب، هناك حيث نفوذه وحزبه، ونسي الذين سخروا الرجال والأموال لإزالة الألغام التي تحصد كل يوم أطفال جنوب لبنان، ونسي الدعم المالي لمساندة اقتصاد لبنان وإعادة بناء بيروت، ونسي من دعموا أمن بلاده وجيشها، قابل المليارات التي أودعت في البنوك وصرفت على المشاريع بالنكران، وسلم نفسه لتعليمات الشيطان!
اليوم يقارن نفسه بـ مصر، تخيلوا ذلك، ويطلب مليارات الخليج، دون حياء أو خجل أو اعتذار، وهذا أقل المطلوب منه عندما يقتنع بأن إنقاذ لبنان لن يأتي من غير أهل الدم المشترك، ولكن هل سيصدقه أحد إذا اعتذر؟!
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية