أؤمن بضرورة الانفتاح على الآخر وبناء جسور التواصل.. فهذا من وجهة نظري هو أقصر الطرق لدحض الافتراءات التي يتم ترويجها ليل نهار عن العرب والمسلمين وأرى أن السبب الرئيسي للنيل من هويتنا هو الانغلاق والتقوقع وتجاهل الآخر.
وهنا أستحضر كلمات الأمير السعودي تركي الفيصل التي قال فيها إن السلام العالمي لن يتحقق إلا بتحقيق القيم الإنسانية الراسخة في الثقافات المختلفة وهي قيم التسامح والوسطية والاعتدال والعدالة وحقوق الإنسان والتواصل الحضاري والثقافي واللغوي، وبعث برسالة للآخرين مفادها أننا أبناء حضارة واحدة تجمعنا قيم إنسانية واحدة وهذه الحضارة هي الحضارة الإنسانية.
لفت انتباهي ما حدث في المؤتمر الدولي للحج الذي عقد بمدينة جدة الأسبوع الماضي من دعوة وفد من جامعة هارفارد الأمريكية لحضور فعاليات هذا المؤتمر الذى يمثل أكبر تجمع للحج في تاريخ المملكة، وفي اعتقادي أن توجيه دعوة لهذا الوفد وهذه الجامعة يعد من أهم أحداث المؤتمر الذي حضره وفود تمثل 60 دولة من مختلف أنحاء العالم.
صحيح أن أعضاء وفد هارفارد الذين حضروا هم مسلمون ولكنهم سفراء.. سفراء لنا في واحدة من أعرق جامعات العالم التي تقع بطبيعة الحال في أكبر دولة في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
جذب حضور الوفد أنظار الإعلام العالمي، ولفت انتباهي كلمة الدكتور سامي عمر أحد أعضاء الوفد الذي أعرب عن سعادته بالدعوة التي وجهتها وزارة الحج السعودية إلى جامعة هارفارد وحضورهم إكسبو الحج، وقال إن الوزارة قامت بعمل رائع في تنظيم المؤتمر، وأشار إلى أن رؤيتهم لما حدث من تطوير وتحسين في الحج على الطبيعة كان أمراً ملهماً بالنسبة للطلاب ولأعضاء الوفد خاصة ما شاهدوه من تكنولوجيا متقدمة.
ما فعلته المملكة من توجيه الدعوة يمثل رسالة إلى الآخر.. رسالة ستصل عن طريق سفرائنا الذين حضروا من أكبر وأعرق جامعة في العالم.. من خلال هؤلاء السفراء سيعرف العالم رسالتنا وسيعلم الآخر أننا نحمل رسالة وسطية معتدلة.. رسالة سلام للبشرية جميعاً، وأن المفاهيم المغلوطة التي رسخت في أذهان البعض آن لها أن تختفي من خلال جسور التواصل التي أقمناها ومن خلال الدبلوماسية الثقافية والقوى الناعمة التي لم ننتبه إليها إلا مؤخرًا.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية
