سيطر علينا الحزن، واشتعلت نار الغضب في داخلنا، مع صافرة الحكم والهدف الذي سُجل في مرمانا في الوقت الضائع.
ساد شعور غريب، وجوه عابسة، وشفاه «ممطوطة»، و«طيّنها» مقدمو البرامج الرياضية، أصحاب «الموضة» الجديدة، تلك التي انتشرت بينهم كالنار في الهشيم، وانتقلت إلى المراسلين، مقدمات تلو مقدمات يقرأونها، ولا يجيدون نطقها، وكأنهم لم يكلفوا أنفسهم إضاعة دقائق مع من كتبوها، ولا تذهبوا بعيداً، فالمقصود بعضهم، ولا أقول كلهم، حتى لا تضعوا أيديكم على رؤوسهم، تبحثون عن ريشة ربما كانت عالقة هناك، وحتى لا يزعّلهم التعميم!
أعجبني من قدّم ملخصاً يحصي «كبوات» منتخباتنا، ومشاركاتنا السنية والاحترافية، كانت نبرة الصوت عالية، فالمقدمة للبرنامج اللاحق للهزيمة الثانية كانت طويلة، وطويلة جداً، وكأنها بيان تبرؤ من الاشتراك في المسؤولية، وجاءت التبريرات لتوضح أمر الصمت طوال السنوات الماضية، بل حتى قبل بدء هذه الدورة في البصرة، فهم من قالوا إننا ذاهبون للمنافسة، واستضافوا من «صبوا علينا الماء البارد»، وجعلونا نعتقد أننا سنعود بالكأس.
يوم أول من أمس لم يكن جميلاً، كان يوماً حزيناً، وقد زاده حزناً ذلك المدرب، الذي أشاد باللاعبين المستبعدين، وإمكاناتهم في الدوري، ولكنه لم يخترهم لتنفيذ «التكتيك» الخاص به، فهو صاحب رؤية فنية، اختصرت علينا الطريق !
وتخفيفاً للصدمة، تفتّق ذهن أحدهم، وهو «محلل»، حسب ما يكتبون بعد اسمه، وفجر مفاجأة من العيار الثقيل، قال إننا لا نزال نملك فرصة الصعود للدور قبل النهائي !
اجمعوا واطرحوا وقسّموا واضربوا، وضعوا هذا وذاك ثم تلك، واستعينوا بكل «إذا» تجدونها أمامكم وخلفكم، ولا تنسوا «لو» حبيبة المتّكلين على الآخرين، وانتظروا مع المنتظرين، فإذا خسر منتخب قطر منا بثلاثة أهداف نظيفة، وخسر منتخب الكويت بهدفين نظيفين من البحرين، لو حدث ذلك، سنكمل «المشوار». !
ودعونا نتمسّك بالسراب، وإن كان وهماً.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية