لم تتوقف رسائل القمة العربية الصينية عند الرسائل السياسية.. لكن كانت هناك رسالة أخرى من نوع خاص، وهي قدرة المملكة على تنظيم أحداث عالمية غير مسبوقة بكفاءة ومستوى غير مسبوق.
فما حدث في القمم الصينية وما قبلها في قمة جدة يؤكد بما لا يدع مجالا للشك، أن السعودية وصلت إلى العالمية في تنظيم وإعداد مثل هذه الأحداث التاريخية الكبرى.
وفى القمم الصينية الأخيرة كان هناك ثلاث جهات بذلوا مجهودات كبيرة، وحققوا نجاحات غير مسبوقة في ترتيبات القمم الصينية الثلاث السعودية والخليجية والعربية، وهذه الجهات هي جامعة الدول العربية بقيادة الوزير أحمد أبو الغيط ثم مراسم الديوان الملكي السعودي، وأخيرا قطاع الإعلام الدولي بوزارة الإعلام السعودية.
تفوق قطاع الإعلام الدولي على نفسه، وقدم صورة عصرية ونموذجا لا يحدث إلا في الدول الكبرى العريقة -بل تفوق عليها- خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الإعلاميين من مراسلي الصحف ووكالات الأنباء والشبكات التليفزيونية.
كان الدكتور خالد الغامدي وكيل وزارة الإعلام للإعلام الدولي، يتابع بنفسه على مدار الساعة من خلال تواجده الدائم.. كان الرجل حاضرا بقوة أينما تذهب تجده أمامك يتابع ويصدر التوجيهات ويذلل العقبات.. لم يتوقف عند الجانب الإعلامي وتوفير المادة الإعلامية لحظيا.. ولكن وصلت اهتماماته ومتابعاته إلى الأعمال اللوجستية على مدار ثلاثة أيام منذ البداية وحتى مغادرة آخر صحفي وإعلامي لأرض المملكة.
يتحرك في كل مكان ويتابع أدق التفاصيل، باختصار هو شخصية تملك الخبرة والرؤية.. وواحد من جيل الشباب الذي يحقق نجاحات كل يوم على أرض المملكة.
نجح في مهمة ثقيلة تتمثل في استقبال وفود إعلامية تمثل 55 دولة من مختلف أنحاء العالم وتزويدهم بالمادة الصحفية لحظيا.. وتيسير مهمتهم داخل المركز الصحفي، والترتيب لعقد مؤتمر صحفي عالمي لوزير الخارجية السعودي وأمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام مجلس التعاون الخليجي داخل الديوان الملكي في نهاية وقائع القمة.. كلها أحداث جرت بدقة وحرفية عالية.
ونجح حسين الشمري مدير إدارة الإعلام الدولي الذي تولى الإشراف على المركز الإعلامي بالماريوت في تقديم صورة مشرفة للقطاع.. فإلى جانب دورة في الإشراف على عمل المركز من كافة النواحي منذ تجهيزه وافتتاحه وحتى انتهاء أعمال القمة، وبذل مجهودات كبيرة في التعامل المباشر مع عدد كبير غير مسبوق من الإعلاميين.. كان يتواجد بهمة وتفانٍ وكان يدرك أهمية العمل الذي يقوم به.
كان متألقا في مهمته الأخرى والتي تمثلت في الإدلاء بتصريحات تليفزيونية إلى مختلف وسائل الإعلام، تناول فيها بالشرح والتحليل العميق القمم ونتائجها وساعده على ذلك كونة إعلاميا قديرا صاحب مسيرة إعلامية مشرفة، بالإضافة إلى إتقانه الإنجليزية التي درسها في الخارج.
ساهم التفوق الإعلامي لوزارة الإعلام في نجاح القمة ونقل وقائعها إلى جميع أنحاء العالم، وهذا يؤكد أن هناك إستراتيجية جديدة للإعلام الدولي السعودي يشرف عليها الوزير ماجد القصبي الذي يعمل في صمت، ويؤمن بأهمية دور الإعلام الدولي في ظل المتغيرات العالمية التي نعيشها حاليا، ولولا إيمانه بهذا المبدأ لما حقق كل هذا النجاح.. آمن الوزير بأن الإعلام الدولي هو الذي ينقل ما يحدث إلى آفاق أخرى.. ولولا الاهتمام به لما شعر أحد بما يحدث على أرض المملكة من نهضة وإنجازات غير مسبوقة.. وآمن الوزير بأنه لولا الإعلام الدولي لما شعر العالم يوما بميلاد قوة جديدة في الشرق الأوسط، تسير بخطى ثابتة لتكون رقما مهما في المعادلة السياسية العالمية.
للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا
t – F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية