نون والقلم

يانغ يي يكتب: توارث الصداقة الصينية العربية

«في ظل الأوضاع الجديدة، إن الصين ستتوارث روح الصداقة مع الدول العربية، ويعملون معًا لبناء مجتمع صيني عربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد». عند وصول الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى الرياض لحضور القمة الصينية العربية الأولى، وقمة الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقيامه بزيارة دولة إلى المملكة العربية السعودية، نشر الرئيس شي مقالاً موقعاً بعنوان «توارث الصداقة الممتدة لآلاف السنين والعمل سويًا لخلق مستقبل جميل» في «جريدة الرياض» السعودية، مما لاقى صدى قوياً ونقاشات ساخنة بين الناس من جميع مناحي الحياة في الدول العربية.

تعتبر القمة الصينية العربية الأولى أكبر وأعلى تحركا دبلوماسيا للصين تجاه العالم العربي منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية. وهي جولة جديدة من الممارسة الناجحة لدبلوماسية الدولة الكبرى ذات الخصائص الصينية بعد انعقاد المؤتمر الوطني العشرين للحزب الشيوعي الصيني.

فإن انعقاد هذه القمة هو خيار استراتيجي اتخذته الصين والدول العربية لتعزيز التضامن والتعاون في ظل الوضع الراهن، ويرمز إلى أن التعاون الودي بين الجانبين قد دخل مرحلة جديدة، وقاد الصين والدول العربية إلى قطع أشواط كبيرة على طريق بناء مجتمع صيني عربي للمستقبل المشترك.

الثقة السياسية المتبادلة في تعمق مستمر. منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بينهم، أصبحت الصين والدول العربية أصدقاء جيدين يتعاملون مع بعضهم البعض على قدم المساواة، وشركاء جيدين يتبادلون المنفعة بينهم، وأخوة طيبين يتقاسمون السراء والضراء بالتفاهم والاحترام المتبادل والمساعدة والدعم المتبادل.

في السنوات الأخيرة، من انطلاق منتدى التعاون الصيني العربي إلى بناء مجتمع صيني عربي لمستقبل مشترك، ومن إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية القائمة على التعاون الشامل والتنمية المشتركة ولمستقبل أفضل إلى انعقاد القمة الصينية العربية الأولى.

استمرت العلاقات الصينية العربية في التطور في فورة التنمية والتقدم العالمي على طول الطريق، واستمرت في التقدم في وتيرة تاريخ البشرية. في الوقت الحاضر، أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة أو علاقات الشراكة الاستراتيجية مع 12 دولة عربية بما في ذلك مصر، حول سلسلة من الاهتمامات الرئيسية المتعلقة بالسيادة الوطنية والأمن ومصالح التنمية وغيرها، تدعم الصين والدول العربية بعضها البعض وتحافظ بشكل مشترك على التعددية والإنصاف والعدالة.

لقد أسفر التعاون الاقتصادي والتجاري عن نتائج مثمرة. إن مراحل التنمية في الصين والدول العربية مرتبطة ببعضها البعض، والمفاهيم والأفكار متوافقة، والهياكل الاقتصادية متكاملة، والتعاون العملي في مختلف المجالات مستمر في التعمق والصلابة.

تعد الصين أكبر شريك تجاري للدول العربية منذ سنوات عديدة. فقد بلغ حجم التجارة بين الصين والدول العربية 319.295 مليار دولار أمريكي خلال الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022، بزيادة 35.28% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي ، وهي قريبة من مستوى عام 2021 بأكمله.

ستواصل الصين والدول العربية توسيع نطاق التعاون العملي في مجالات مثل الغذاء والطاقة والاستثمار والتمويل والرعاية الطبية لتحقيق منفعة متبادلة وكسب مشترك لجودة أعلى وطبقة أعمق للجانبين.

ندعم بعضنا البعض ونواجه التحديات سويا. في الوقت الحاضر، تتسارع التغيرات الكبرى في العالم التي لم يشهدها منذ قرن من الزمان، ولا تزال جائحة فيروس كورونا المستجد تنتشر، بالإضافة إلى مشاكل أمنية مختلفة تتلاحق واحدة تلو الأخرى، ويواجه المجتمع البشري تحديات غير مسبوقة.

إن تحقيق السلام الدائم والأمن الشامل هو التطلع المشترك للشعب الصيني والشعوب العربية. تؤيد الدول العربية بقوة مبدأ الصين الواحدة وتدعم الصين في حماية مصالحها الجوهرية.

وتدعم الصين الدول العربية في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، وقد دأبت على دعمها الثابت للدول العربية في قضايا مثل قضية فلسطين.

في السنوات الأخيرة، طرحت الصين سلسلة من المبادرات والمقترحات على التوالي، بما في ذلك مقترحات من خمس نقاط لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، ومقترحات من أربع نقاط لتسوية سياسية للقضية السورية، ومقترحات من ثلاث نقاط لتطبيق «حل الدولتين» بين فلسطين وإسرائيل، والذي تم الاعتراف به بشكل كبير من قبل دول الشرق الأوسط.

ازدهرت التبادلات الثقافية والإنسانية. كما ازدهرت الحضارتان الصينية والعربية على طرفي القارة الآسيوية على مدار التاريخ، وكتبت قصة تاريخية عن تكامل الشرق والغرب والتعلم المتبادل.

في السنوات الأخيرة، واصلت الصين والدول العربية تعزيز التبادلات والتعاون في مجال التبادلات الشعبية والثقافية، وتعزيز الروابط الشعبية بين الصين والدول العربية.

أنشأت الصين معاهد كونفوشيوس وفصول كونفوشيوس في العديد من الدول العربية، وتتعاون دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين بنشاط مع الصين في تدريس اللغة الصينية. من خلال بناء قاعة عرض سحابية وتنفيذ العروض السحابية، شارك المزيد والمزيد من الجماهير في معارض التسوق والمشاهدة عبر الإنترنت، مما أضاف هامشيًا رائعًا للتبادل الثقافي بين الشعب الصيني والشعوب العربية في ظل الوضع الوبائي، كما أنها قدمت نموذجًا واقعيًا لتجاوز الحواجز بين الحضارات من خلال تبادل الحضارات وتجاوز الصراعات بين الحضارات من خلال التعلم المتبادل بين الحضارات.

في الوقت الحاضر، تواجه الصين والدول العربية المهمة التاريخية المتمثلة في تحقيق نهضة الأمة ودفع عجلة التنمية الوطنية. تطلعاً إلى المستقبل، ستواصل الصين التعاون مع الدول العربية للتقدم معًا على طريق السعي لتحقيق نهضة الأمة وحماية الإنصاف والعدالة، والتكاتف لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، وتقديم مساهمات أكبر وجديدة لتعزيز التضامن والتعاون بين الدول النامية والحفاظ على السلام والتنمية في العالم.

قنصل عام الصين بالإسكندرية

للمزيد من مقالات الكاتب اضغط هنا

 

t –  F اشترك في حسابنا على فيسبوك و تويتر لمتابعة أهم الأخبار العربية والدولية

أخبار ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى